قراءة في كتاب (قوس قزح الخفي) – محمد سعيد الدبوس

 كتاب “قوس قزح الخفي”.. كتبه آرثر فيرستنبيرج.. يتحدث الكتاب عن سبب الأوبئة وبالأخص الإنفلونزا من نظرة مختلفة تماماً.. يشوبها في اعتقادي شيء من نظرية المؤامرة رغم أن الكتاب مدعّم بتجارب علمية واستنتاجات من أطباء وعلماء..

بحسب آرثر ومجموعة من العلماء فإن سبب الإنفلونزا الموسمية هي “كهربة الأرض”.. وبالأخص بعد العام 1889 وهي الفترة التي انتشرت فيها الكهرباء بشكل واسع في العالم. وبعد هذا العام اشتكى الأطباء من معاناة المرضى من مرض يظهر لأول مرة بهذا الشكل الفظيع وهو الإنفلونزا في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا واستمر لأربع سنوات متتالية وقتل أكثر من مليون شخص.

في عام 2001م , صرح رائد الفضاء الكندي كن تابنج و اثنان من أطباء بريتيش كولومبيا بأن الأوبئة تحدث عادة عند ذروة النشاط المغناطيسي الشمسي.

فكيف تنتشر الأوبئة بشكل سريع جداً؟ وكيف تختفي فجأة؟
فإذا سلمنا أنها تنتقل بسبب السفر بين البلدان.. فما سبب تفشي مرض الإنفلونزا عام 1889 في كل العالم في نفس الوقت ابتداء من موسكو شرقاً مروراً بدول آسيا وإفريقيا والأمركيتيين غرباً رغم أن أسرع وسيلة للتنقل كانت السكك الحديدية في بعض البلدان المتطورة؟! إذ أبدى عدد من العلماء استغرابهم من الانتشار السريع للإنفلونزا ومنهم:
Roderick E. McGrew, James Bordley III, Jorgen Birkeland, John J. Cannell
ولا يعزى سبب الانتشار إلا بسبب الموجات الكهربائية التي تنتشر بشكل سريع جداً خاصة عند ذروة النشاط المغناطيسي للشمس.

تحدث الكاتب أيضاً عن سبب الموت المفاجئ لكثير من الشبان في الآونة الأخيرة.. ففي الولايات المتحدة كان عدد الرياضيين الشباب الذين ماتوا بسكتة قلبية مفاجئة هو 9 فقط عام 1980 وأخذ الرقم يزداد بشكل تدريجي لكن بصورة متزنة حتى عام 1996عندما سجلت الولايات المتحدة 64 حالة وفاة لرياضيين من فئة الشباب.

في أكتوبر 2002، قام أطباء ألمانيون بدراسة هذه الظاهرة وأكدوا بأن السبب وراء ذلك هو انتشار الموجات الكهرومغناطيسية.. وقام 3000 طبيب بتوقيع مستند عُرف ب Freiburger Appeal ، وذلك لتأكيد خطورة الموجات الكهرومغناطيسية وما يؤكد نظريتهم هو أن العام 1996 هو نفس العام الذي بدأت فيه الولايات المتحدة ببيع الهواتف النقالة وتركيب أبراج الاتصالات الضخمة في مختلف أنحاء الولايات الأمريكية..
كما تحدث آرثر عن زيادة أعداد المصابين بالرهاب الاجتماعي بعد العام 1860 وهو العام الذي انتشر فيه التلجراف.. إذ أصبح سدس البشر مصابين بهذا المرض!

وقام آرثر أيضا بدراسة مرض السكر وقارن بين مجتمعات مختلفة منها البرازيل والولايات المتحدة.. إذ تعد البرازيل هي أكثر دولة منتجة ومستهلكة للسكر في العالم.. فرغم ذلك وحتى عام 1870، بدأ مرض السكر بالظهور في الولايات المتحدة لم تكن البرازيل تعرف ذلك المرض البتة. وكذلك منطقة بوتان التي تقع بين الصين والهند فلم تعرف مرض السكر حتى أنشئت اول شركة للكهرباء عام 2002..إذ سجلت 600 حالة لمرض السكر في عام 2004 حتى زاد العدد إلى أكثر من 2500 عام 2010.. رغم أن الغذاء في بوتان غني بالدهون ولم يتغير على مدى تلك الأعوام وكذلك طبيعة البيئة الجبلية التي تحتم على البوتانيين الحركة والنشاط. ويزعم آرثر بأن الكهرباء تؤثر على عملية الأيض الغذائي مما يقلل تفكيك الدهون وزيادة نسبة السكر في الدم!

أما بالنسبة للحيوانات البرية أو الأليفة.. فقد وجد علماء في تقرير سمي ب“Canaries in the Coal Mine” بأن وزن الحيوانات يزداد مع السنوات رغم أنها نشطة وتتحرك في الطبيعة كيف تشاء مما يفند نظرية بآن الزيادة في الوزن سببها قلة النشاط فقط.

أما مرض السرطان-أجارنا الله وإياكم- فقد استشهد آرثر بالقضية الشهيرة في إيطاليا التي رفعت ضد الكاردينال روبرتو رئيس هيئة إذاعة الفاتيكان بسبب ما سببته موجات الراديو التي تبث من الفاتيكان إلى العالم مما سبب في إصابة الأطفال ما بين ستة إلى أربعة عشر عاماً الذين يعيشون مسافة أربعة كيلومترات تقريباً من الفاتيكان بثمان مرات باللوكيميا وغيرها من أمراض السرطان مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في منازل بعيدة عن مقر الفاتيكان.

أما عن كيفية تسبب الكهرباء بمرض السرطان.. فهو بنفس الطريقة التي تسبب مرض السكر وهي إبطاء عملية الأيض و تقليل الأكسجين.. وعندما يقل الأكسجين فإن بروتين (hypoxia-inducible factor – HIF) الموجود في جميع الخلايا ينشط مما يسبب في نشاط الجينات المسببة لمرض السرطان.. ولكن هل هذا يعني بأن مصابي مرض السكر هم الأكثر عرضة لمرض السرطان؟ بما أن المرضين يشتركان في مسبب واحد وهي بطئ عملية الأيض؟.. الجواب هو نعم.. ففي مؤتمر مشترك بين جمعية مرض السكر الأمريكية ومؤسسة السرطان الأمريكية كان الاستنتاج بأن السرطان والسكر يشخصان في نفس الفرد بنسبة عالية جداً

وختم آرثر بحثه بأن الصيام هو الطريقة الفعّالة لمعالجة هذه الأمراض بما يعرف بالالتهام الذاتي للخلايا (Autophagy) والذي حصل العالم الياباني يوشينوري أوسومي من خلاله على جائزة نوبل للطب عام 2016.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *