Just One High-Fat Meal Can Disrupt Blood Flow to Your Brain, Study Finds
(Chris Marley & Damian Bailey, The Conversation – بقلم: كريس مارلي و داميان بيلي[1])
قد تبدو وجبة سريعة دسمة مجرد “تدليل” بسيط في مساء الجمعة. ولكن أبحاثنا الحديثة تشير إلى أن حتى وجبة واحدة غنية بالدهون قد تُضعف تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف.
والدهون الغذائية جزء مهم من نظامنا الغذائي. فهي تُزودنا بمصدر مُركّز للطاقة، وتنقل الفيتامينات، وعند تخزينها في الجسم، تحمي أعضاءنا وتُساعدنا على الشعور بالدفء.

والنوعان الرئيسيان من الدهون التي نستهلكها هما الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة (الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة)، والتي تُميّز بينهما تركيبتهما الكيميائية. ولكن لهذه الدهون تأثيرات مختلفة على أجسامنا.
فعلى سبيل المثال، من المُثبت جيدًا أن تناول وجبة غنية بالدهون المشبعة، مثل البيتزا الجاهزة التي نتناولها في مساء الجمعة، قد يكون ضارًا بالأوعية الدموية وصحة القلب. وهذه التأثيرات لا تقتصر على القلب فقط.
ويمتلك الدماغ مخزونًا محدودًا من الطاقة، مما يعني أنه يعتمد بشكل كبير على إمداد مستمر من الدم الذي يحمل الأكسجين والجلوكوز للحفاظ على وظائفه الطبيعية. وإحدى طرق الحفاظ على هذا الإمداد من خلال عملية تُعرف باسم “التنظيم الذاتي الدماغي الديناميكي[2]“.
وتضمن هذه العملية استقرار تدفق الدم إلى الدماغ رغم التغيرات اليومية في ضغط الدم، كالوقوف وممارسة الرياضة. ويشبه الأمر وجود ممتصات صدمات تساعد على إبقاء أدمغتنا باردة تحت الضغط.
ولكن عند اختلال هذه العملية، يصعب التحكم في تقلبات ضغط الدم. وقد يعني ذلك نوبات قصيرة من وصول كمية قليلة أو كبيرة من الدم إلى الدماغ. ومع مرور الوقت، يزيد هذا من خطر الإصابة بأمراض مثل السكتة الدماغية والخرف.
ما الدور الذي قد يلعبه النظام الغذائي؟
بعد تناول وجبة غنية بالدهون المشبعة، ترتفع مستويات الدهون في الدم وتصل إلى ذروتها بعد حوالي أربع ساعات. وفي الوقت نفسه، تصبح الأوعية الدموية أكثر تصلبًا وتفقد قدرتها على الاسترخاء والتمدد، مما يحد من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم. ولكن لا يُعرف الكثير عما يحدث للدماغ خلال هذه الفترة ومدى حماية إمداداته الدموية.
وللتعامل مع هذا الأمر لأول مرة، قمنا بتجنيد 20 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، و21 من الرجال تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عامًا. وقمنا بقياس مدى كفاءة عمل الأوعية الدموية المرتبطة بصحة القلب والدماغ قبل تناول وجبة غنية بالدهون المشبعة، وبعدها بأربع ساعات.
وقمنا بتقييم مدى قدرة أحد الأوعية الدموية في الذراع على التمدد استجابةً لزيادة تدفق الدم للحصول على مؤشر على صحة القلب. وتُعرف هذه الطريقة باسم “التمدد بوساطة التدفق”.
ولتقييم مدى قدرة الأوعية الدموية في الدماغ على التعامل مع تقلبات ضغط الدم، قام المشاركون بتمارين القرفصاء باستخدام وزن الجسم. واستخدمنا الموجات فوق الصوتية لتحديد مدى تدفق الدم عبر الأوعية الدموية اثناء كلتا الطريقتين.
وكانت وجبة الاختبار عبارة عن حليب مخفوق (ميلك شيك)، أطلقنا عليه اسم “قنبلة الدماغ” لأنه يتكون في معظمه من كريمة مخفوقة ثقيلة. واحتوى المشروب على 1362 سعرة حرارية و130 غرامًا من الدهون، مما يُحاكي كمية الدهون في الوجبات السريعة الجاهزة.
وقد أكدت نتائجنا أبحاثًا سابقة أظهرت أن تناول وجبة غنية بالدهون يُضعف قدرة الأوعية الدموية المرتبطة بصحة القلب على الانفتاح لدى المشاركين صغارًا وكبارًا. وقد أدت هذه الاختلالات إلى انخفاض قدرة الدماغ على امتصاص تغيرات ضغط الدم. وكان هذا أكثر وضوحًا (بنسبة 10%) لدى كبار السن، مما يُشير إلى أن أدمغة كبار السن قد تكون أكثر عرضة لتأثيرات هذه الوجبة.
وعلى الرغم من أننا لم نختبر بشكل مباشر في هذه الدراسة الآثار طويلة المدى لتناول وجبة غنية بالدهون على الأداء العقلي، فقد أظهرنا سابقًا أن هذه الوجبة تزيد من الجذور الحرة (جزيئات غير مستقرة تضر بالخلايا) وتقلل من أكسيد النيتريك (جزيئات تساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء والانفتاح لنقل الأكسجين والجلوكوز في جميع أنحاء الجسم). وقد يفسر هذا انخفاض تنظيم تدفق الدم الذي لاحظناه في دراستنا الأخيرة.

ولهذا الأمر آثار سريرية مهمة. فبينما من غير المرجح أن يُسبب تناول وجبة سريعة من حين لآخر ضررًا في حد ذاته، تشير نتائجنا إلى أن وجبة دسمة واحدة فقط لها تأثير فوري على الجسم.
وتُسلّط دراستنا الضوء على أهمية اتباع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة لحماية صحة القلب والدماغ. ويكتسب هذا أهمية خاصة لكبار السن الذين تبدو أدمغتهم أكثر عرضة لتأثيرات هذه الوجبة، وهم بالفعل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأمراض العصبية التنكسية.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية [البريطانية] (NHS) بأن لا يتجاوز استهلاك الرجال من الدهون المشبعة 30 غرامًا يوميًا، بينما يجب ألا يتجاوز استهلاك النساء 20 غرامًا. ومع ذلك، يتجاوز الكثير منا هذه الكمية بشكل روتيني، لا سيما خلال تناول الوجبات السريعة اثناء عطلات نهاية الأسبوع، أو خلال وجبات الغداء في الحانات، أو خلال الإسراف في تناول الوجبات السريعة.
والأهم من ذلك، أننا قد نقضي معظم حياتنا في حالة يقظة بعد تناول الطعام. هذه الفترة، المعروفة باسم “ارتفاع مستوى الدهون بعد الوجبة الغذائية”، هي الفترة التي ترتفع فيها مستويات الدهون، ويبدو أن الجسم قد يكون أكثر عرضة للخطر.
مادة للتأمل
لا يزال هناك الكثير مما نحتاج لمعرفته حول هذا الموضوع. وتوصي إرشادات الصحة العامة باستبدال الدهون المشبعة بالدهون المتعددة غير المشبعة. وتوجد هذه الدهون في أطعمة مثل الأسماك الدهنية[3] والجوز والبذور، والتي ترتبط بتحسين صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.
لكننا لا نعرف بعد كيف يستجيب الدماغ لوجبة واحدة غنية بالدهون المتعددة غير المشبعة. كما لا نعرف كيف يستجيب دماغ الأنثى لوجبة غنية بالدهون. وهذه فجوة معرفية جوهرية، حيث تواجه النساء خطرًا أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية والخرف في مراحل متقدمة من العمر مقارنة بالرجال.
وتقدم دراستنا تذكيرًا في الوقت المناسب بأن النظام الغذائي لا يؤثر فقط على صحتنا على المدى الطويل، بل يؤثر أيضًا على أجسامنا ودماغنا بشكل مباشر. وكما نتعلم، عندما يتعلق الأمر بحماية صحة الدماغ، فإن كل وجبة قد تكون مهمة.
المصدر:
https://www.sciencealert.com/just-one-high-fat-meal-can-disrupt-blood-flow-to-your-brain-study-finds
الهوامش:
[1] كريس مارلي، محاضر أول في فسيولوجيا التمرينات، جامعة جنوب ويلز؛ والبروفيسور داميان بيلي، أستاذ علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية، جامعة جنوب ويلز.
[2] يشير التنظيم الذاتي الدماغي الديناميكي (dCA) إلى قدرة الدماغ على الحفاظ على إمداد دموي مستقر رغم تقلبات ضغط الدم. وهي آلية أساسية تضمن وصول كمية كافية من الأكسجين والمغذيات إلى الدماغ، حتى مع تغيرات ضغط الدم السريعة. وتتضمن هذه العملية انقباض أو تمدد الأوعية الدموية الدماغية استجابةً لتغيرات ضغط الدم.
[3] تُعرف الأسماك الدهنية بأنها أنواع من الأسماك غنية بالزيوت، موزعة في جميع أنحاء أنسجة الجسم وحول الأمعاء. وهي مصدر غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وفيتاميني أ ود، وعناصر غذائية مفيدة أخرى. من الأمثلة عليها سمك السلمون، والتروت، والماكريل، والسردين، والرنجة.
