Chlorophyll & Collagen: Does Science Back TikTok’s Favorite Supplements?
(Dan Baumgardt, The Conversation – بقلم: دان باومغاردت[1]، مجلة “ذا كونفرسيشن)
ادخل إلى أي متجر صحي، أو تصفح تطبيق “تيك توك”، أو تجوّل بين رفوف متجر التجميل المفضل لديك، وستجد وعدًا مألوفًا: حبة دواء، أو مسحوق، أو جرعة علاجية قد تكون سرّ بشرة متوهجة، أو طاقة معززة، أو حتى “ازالة السموم”[2] (detoxification) داخليا.
ومن بين أكثر المنتجات رواجًا الكلوروفيل[3] – الصبغة الخضراء في النباتات والموجودة الآن في المياه والصبغات العصرية – والكولاجين[4]، البروتين الذي يُعتبر الكأس المقدسة لبشرة شابة ومفاصل قوية.
ولكن إلى أي مدى يُدعم هذا الضجيج علميًا؟ وإلى أي مدى يُعتبر مجرد تسويق ذكي مُزيّن بعصير أخضر وعبوات لامعة؟

دعونا نلقي نظرة فاحصة لنستكشف ما تفعله هذه المنتجات بالفعل، وما تقوله الأدلة، وما إذا كان من الأفضل إنفاق أموالك (وآمالك) في مكان آخر:
الكلوروفيل
تُعرف الخضراوات الورقية الداكنة، مثل الكرنب واللفت الأسود، بقدرتها على تعزيز مستويات العناصر الغذائية الأساسية كالحديد وحمض الفوليك وبيتا كاروتين[5]. كما أنها غنية بالكلوروفيل، الصبغة التي تلعب دورًا رئيسيًا في عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تستخدم فيها النباتات ضوء الشمس لإنتاج الجلوكوز والأكسجين.
وقد روّجت بعض الشخصيات المؤثرة في مجال الصحة، ومن بينهم غوينيث بالترو [الممثلة وسيدة الاعمال الامريكية] و كورتني كارداشيان باركر [الشخصية الإعلامية الاجتماعية الأمريكية البارزة]، لماء الكلوروفيل كجزء من روتينهم الصحي اليومي.
وتروج كلتاهما له من خلال علامتيهما التجاريتين للعافية – “جوب” (Goop) و “بوش” (Poosh) – مروجتين لمجموعة من الفوائد المزعومة، من تقليل رائحة الجسم إلى دعم إزالة السموم. ومن أكثر الادعاءات شيوعًا أن الكلوروفيل – سواءً كان ماءً أو مكملًا غذائيًا – يمكن أن “يُؤكسج” الدم.
ولكن كما أشار بن غولديكر، الطبيب والأكاديمي والناقد البارز للعلوم الزائفة، فإن هذا الادعاء لا يصمد تمامًا. فجسم الإنسان، على عكس أوراق النباتات، لا يغمره ضوء الشمس.
وبدون الضوء، لا يستطيع الكلوروفيل ببساطة القيام بعملية البناء الضوئي في الأمعاء أو مجرى الدم. ولا يمكنه توليد الأكسجين داخليًا – مهما كان عصيرك أخضر.
فما وظيفة الكلوروفيل في الواقع؟ إلى جانب تحويل النباتات (وبرازك) إلى لون أخضر زاهي، فإن وظيفته الأساسية هي حبس ضوء الشمس وتحويل الماء وثاني أكسيد الكربون إلى جلوكوز وأكسجين. عد بذاكرتك إلى مادة الأحياء في شهادة الثانوية العامة ومعادلة البناء الضوئي المألوفة المكتوبة على السبورة.
فمن خلال هذه العملية، تُنتج النباتات الغذاء لنفسها وللحيوانات – مع إطلاق الأكسجين في الغلاف الجوي. وهو مسار أساسي للحياة على الأرض.
ولكن بما أننا نتنفس الأكسجين ونتناول الكربوهيدرات، فقد تمكنا من النمو بدون الكلوروفيل. ولكي يعمل في البشر كما يعمل في النباتات، لا بد أن يكون موجودًا في بشرتنا – مما يجعلنا أشبه بساحرة الغرب الشريرة [شخصية خيالية في رواية الأطفال الكلاسيكية “ساحر أوز العجيب” (1900) للمؤلف الأمريكي إل. فرانك باوم – ويكيبيديا].
ماذا عن تلك الادعاءات الصحية الأوسع نطاقًا؟ غالبًا ما تعد عبوات المكملات الغذائية للكلوروفيلين – وهو مادة شبه صناعية قابل للذوبان في الماء من الكلوروفيل ويعتقد أنه أكثر نشاطًا – بإزالة السموم، وبشرة متوهجة، وتحسين التئام الجروح، وحتى رائحة افضل للجسم.

الآليات المقترحة؟ قد يُثبط الكلوروفيل نمو البكتيريا أو يُعادل المركبات ذات الرائحة الكريهة في الأمعاء. كما طُرح استخدامه كمُزيل للجذور الحرة، إذ يمتص الجزيئات غير المستقرة الناتجة عن السموم أو الأيض والتي قد تُلحق الضرر بالأنسجة.
والأدلة مُتباينة. وتُشير بعض الدراسات (الأقدم بكثير) إلى أن الكلوروفيل يُمكن أن يُخفف من رائحة البراز والغازات، على الرغم من أنه قد يُحوّلها أيضًا إلى اللون الأخضر. وهناك أداة أضعف عندما يأتي الى رائحة الفم الكريهة الجسم الكريهة، او رائحة الجسم.
أما الأبحاث التي تدعم دوره كمضاد للأكسدة فمحدودة، والضجة المُثارة حول فقدان الوزن هي في معظمها قصصية.
واقعيًا، من المُرجّح أن أي فائدة في هذا المجال تأتي من اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات – قليل الدسم وغني بالألياف – بدلًا من الكلوروفيل وحده.
وتُصبح الأمور واعدة أكثر في مجال العناية بالجروح. فقد دُرست الضمادات القائمة على الكلوروفيل لمعرفة قدرتها على تسريع التئام الجروح المُلتهبة وتقليل روائحها الكريهة.
الكولاجين
لكن الكلوروفيل ليس المادة “المعجزة” الوحيدة التي تُباع لجمهور العافية. خذ الكولاجين على سبيل المثال، فهو أكثر شيوعًا من أي مسحوق أخضر أو حبوب غذائية فائقة الجودة.
الكولاجين بروتين ومكون طبيعي للنسيج الضام[6] [المترجم: استقرب ترجمة (connective tissue) بالنسيج المترابط وليس النسيج الضام كما جاء في ويكيبيديا العربية] موجود في جميع أنحاء الجسم. ويمنح القوة والبنية للجلد والعظام والأربطة والأوعية الدموية – وحتى القلب والرئتين. وبدون كمية كافية من الكولاجين – أو في الحالات التي يضعف فيها إنتاجه، مثل متلازمة إهلرز-دانلوس – يمكن أن تصبح الأنسجة هشة، وعرضة للتلف، أو بطيئة الشفاء.
وهذا سبب إضافي، إذن، لضمان قدرة أجسامنا على إنتاجه. ويتكون الكولاجين من الأحماض الأمينية – وهي اللبنات الأساسية للبروتين – لذا فإن تناول كمية كافية من البروتين ضروري. ويلعب فيتامين ج أيضًا دورًا حيويًا، حيث يساعد الجسم على تخليق الكولاجين من تلك الأحماض الأمينية.
ولكن هل نحتاج حقًا إلى مكملاته؟ ماذا تقول الأدلة؟ تشير بعض الدراسات إلى أن مكملات الكولاجين الفموية قد تساعد في تحسين مظهر البشرة، ودعم صحة المفاصل، وزيادة قوة العظام، وتعزيز كتلة العضلات.
وكذلك لا يوجد دليل مقنع على أنها تعزز فقدان الوزن أو تعالج أمراض القلب والأوعية الدموية أو المناعة الذاتية – على الرغم من الوعود النبيلة التي قدمتها بعض العلامات التجارية.
الحقيقة حول مكملات الكولاجين | ما هذا الطفح الجلدي؟ شاهد الرابط أدناه:
https://youtu.be/__WpRSziGOM?t=4
ومنتجات الكولاجين الموضعية أكثر انتشارًا، لكن دعمها العلمي أقل. فجزيئات الكولاجين عادةً ما تكون كبيرة جدًا بحيث لا يمتصها الجلد، مما يعني أنه من غير المرجح أن يكون لها أي تأثير يُذكر على التجاعيد. وفي أحسن الأحوال، قد تُرطب سطح الجلد وتُعطي تأثيرًا مُمتلئًا مؤقتًا.
وباختصار، الأبحاث غير مكتملة – مُشجعة في بعض المجالات، وغير حاسمة في مجالات أخرى. وعندما يتعلق الأمر بدعم إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم، فقد تكون هناك خيارات أكثر فعالية (وأقل تكلفة).
وتضمن أطعمة مثل الدجاج والأسماك والبيض ومرق العظام تناول كمية جيدة من البروتين. وكذلك الحال بالنسبة للمغذيات الدقيقة الداعمة للكولاجين، بما في ذلك فيتامين ج والنحاس والزنك.
لذا، ما لم تكوني مثل شخصية بويزن آيفي من فيلم باتمان (والتي، في الحقيقة، تبدو رائعة)، فربما لا تحتاجين إلى تناول كميات كبيرة من الكلوروفيل. وما لم يكن نظامك الغذائي يفتقر إلى ذلك، فلن تحتاجي إلى إنفاق الكثير من المال على مساحيق أو كريمات الكولاجين.
أحبي بشرتكِ. إنها أفضل من أن تتحول إلى اللون الأخضر مثل إلفابا من فيلم ويكيد [إلفابا ثروب (Elphaba from Wicked) هي بطلة رواية جريجوري ماجواير لعام 1995 بعنوان “الشريرة: حياة وأوقات الساحرة الشريرة في الغرب”].
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencealert.com/chlorophyll-collagen-does-science-back-tiktoks-favorite-supplements
الهوامش:
[1] دان باومغاردت، محاضر أول، كلية علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب، جامعة بريستول.
[2] إزالة السموم (detoxification)، كما هو موضح هنا، هي مجموعة من العمليات الفسيولوجية والنفسية التي يُحدد من خلالها الجسم المواد السامة، والمخلفات الأيضية، والعادات، والأنماط، ويُحيّدها، ويتخلص منها. المصدر: https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/detoxification
[3] الكلوروفيل هو المركب الطبيعي الموجود في النباتات الخضراء، والذي يُعطيها لونها [اللون الأخضر]، ويُساعدها على امتصاص الطاقة من الشمس أثناء عملية التمثيل الضوئي. ويوجد هذا العنصر الغذائي في الخضراوات الخضراء وغيرها من الأطعمة النباتية، مثل الطحالب. وكلما زادت خضرة الخضراوات، زادت نسبة الكلوروفيل فيها. المصدر: https://www.webmd.com/diet/health-benefits-chlorophyll . وقد كان الكلوروفيل غذائيًا شائعًا منذ ستينيات القرن الماضي. ولكن حتى الآن، لا يوجد دليل واضح على فوائده الصحية. كما أنه عنصر أساسي في عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تُحوّل بها النباتات ضوء الشمس إلى أشكال مختلفة من الطاقة، وفي النهاية إلى الأكسجين الذي نتنفسه. المصدر: https://www.webmd.com/vitamins-and-supplements/chlorophyll-benefits-and-side-effects .
[4] الكولاجين هو البروتين الهيكلي الرئيسي في المصفوفة خارج الخلوية للأنسجة الضامة [المترابطة] لدى العديد من الحيوانات. وهو البروتين الأكثر وفرةً في الثدييات، حيث يُشكل ما بين 25% و35% من محتوى البروتين. المصدر: ويكيبيديا.
[5] جاء في موقع ويكيبيديا أن بيتا كاروتين (β-Carotene) هو صبغة عضوية حمراء برتقالية قوية اللون، متوفرة بكثرة في الفطريات والنباتات والفواكه. وهو أحد عناصر الكاروتينات، وهي تربينويدات (إيزوبرينويدات)، تُصنع كيميائيًا من ثماني وحدات إيزوبرين، وبالتالي تحتوي على 40 ذرة كربون. وجاء في موقع عيادة مايو الالكتروني أن بيتا كاروتين يتحول في الجسم إلى فيتامين أ، الضروري لصحة العينين والبشرة. قد يُسبب نقص فيتامين أ حالة نادرة تُسمى العشى الليلي (مشاكل في الرؤية في الظلام). كما قد يُسبب جفاف العين، والتهابات العين، ومشاكل جلدية، وتباطؤ النمو.
[6] يُعرّف المعهد الوطني للسرطان [موقع رسمي للحكومة الامريكية] النسيج الضام [المترجم: النسيج المترابط] بأنه النسيج الذي يدعم ويحمي ويشكل بنية لأنسجة وأعضاء أخرى في الجسم. كما يُخزّن النسيج الضام الدهون، ويساعد على نقل العناصر الغذائية والمواد الأخرى بين الأنسجة والأعضاء، ويُساعد على إصلاح الأنسجة التالفة. يتكون النسيج الضام من خلايا وألياف ومادة هلامية. تشمل أنواع النسيج الضام العظام، والغضاريف، والدهون، والدم، والنسيج اللمفاوي. المصدر: https://www.cancer.gov/publications/dictionaries/cancer-terms/def/connective-tissue
