دواء سعال قد تحمي من بعض أعراض مرض باركنسون الأسوأ – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Cough Medicine May Protect Against Some of Parkinson’s Worst Symptoms
(Carly Cassella – بقلم: كارلي كاسيلا)

أظهر أحد المكونات النشطة في أدوية السعال منذ عام 1979 نتائج واعدة كعلاج للأعراض العصبية والنفسية في حالات الخرف المرتبطة بمرض باركنسون.

ولم يُعتمد دواء “أمبروكسول” للاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو أستراليا، ولكنه يُستخدم عادةً في شراب وأقراص السعال من أوروبا.

مصدر الصورة: ماركو روزاريو فينتوريني أوتييري / صور غيتي

وفي تجربة سريرية قياسية من المرحلة الثانية، لم يُظهر 22 مشاركًا مصابًا بخرف باركنسون، والذين تلقوا جرعة يومية عالية من “أمبروكسول” لمدة عام، أي تفاقم في الأعراض العصبية والنفسية الرئيسية.

وفي الوقت نفسه، أظهر 25 مريضًا تلقوا العلاج الوهمي تفاقمًا في الأعراض، حيث ارتفع متوسط درجاتهم العصبية والنفسية المُحددة 3.73 نقطة. بينما انخفض متوسط درجات المرضى الذين تناولوا “أمبروكسول” 2.45 نقطة.

وتشاركت كلتا المجموعتين في درجات معرفية متشابهة فيما يتعلق بالذاكرة واللغة. لكن أولئك الذين تناولوا “أمبروكسول” أظهروا استقرارًا في أعراض مثل الأوهام والهلوسة والقلق والانفعال واللامبالاة واضطراب النشاط الحركي. كما سجّل المشاركون الذين تناولوا “أمبروكسول” انخفاضًا في حالات السقوط. 

وعلى الرغم من أن “أمبروكسول” وُجد آمنًا، إلا أنه لم يُسجَّل أي تحسنات سريرية في الإدراك ذات دلالة إحصائية. ومع ذلك، هناك أسباب تدعو للتفاؤل. ويقول طبيب الأعصاب البروفيسور ستيفن باسترناك من جامعة ويسترن في كندا: “كان هدفنا تغيير مسار خرف باركنسون”. ويضيف: “هذه التجربة المبكرة تُعطي أملًا وتُرسي أساسًا متينًا لدراسات أوسع نطاقًا”.

الأعراض العصبية والنفسية لمرض باركنسون: الذهان (اختلال في الوظائف العقلية)، الخلل الإدراكي، الاكتئاب، الخرف، الارتباك أو الهذيان، اضطرابات التحكم في الانفعالات، القلق، اللامبالاة. مصدر الصورة: ديساي وآخرون، مجلة العلوم الطبية، 2024.

وفي تحليل الفريق، أظهر بعض المشاركين الحاملين لجين “جي بي ايه 1” (GBA1) عالي الخطورة للإصابة بمرض باركنسون تحسنًا في الأداء الإدراكي عند تناول “أمبروكسول”. ونظرًا لصغر حجم العينة وعدم وجود مجموعة ضابطة لمقارنة النتائج بها، يُحذر الباحثون من ضرورة متابعة هذه النتائج قبل استخلاص أي استنتاجات.

مع ذلك، تميل متغيرات جين “جي بي ايه 1” عالية الخطورة إلى التسبب في انخفاض نشاط إنزيم “غلوكوسيريبروزيداز” (GCase)، وهذا بدوره يرتبط بزيادة تكتلات البروتين في الدماغ، مثل أجسام “لوي”، المرتبطة بخرف باركنسون.

وقد وجدت دراسات حديثة أن “أمبروكسول” يمكن أن يزيد بشكل كبير من نشاط إنزيم “غلوكوسيريبروزيداز”. وفي التجربة الحالية، أظهر أولئك الذين تناولوا الدواء نشاطًا في “غلوكوسيريبروزيداز” أكبر بمرة ونصف.
ولم يُبلّغ عن أي آثار جانبية خطيرة لدى مَن تناولوا “أمبروكسول”، على الرغم من شيوع مشاكل الجهاز الهضمي الخفيفة إلى المتوسطة، والتي دفعت بعض المشاركين إلى الانسحاب من التجربة.

وتشير النتائج إلى أن بعض أعراض مرض باركنسون الأكثر خطورة يمكن السيطرة عليها باستخدام “أمبروكسول” إذا تم تناوله بانتظام بجرعات عالية. ونظرًا لقدرة “أمبروكسول” على عبور الحاجز الدموي الدماغي بسهولة، يشتبه بعض العلماء في أن دواء السعال هذا قادر على علاج الحالات التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون، والتصلب الجانبي الضموري (ALS)، وداء “غوشيه”، والتهاب الأعصاب، وإصابات الحبل الشوكي.

ويتطلب إثبات صحة هذه الفرضية المزيد من البحث السريري. لكن التجربة الأخيرة من المرحلة الثانية على خرف باركنسون تُعطي العلماء سببًا وجيهًا لمواصلة البحث. ويقول البروفيسور باسترناك: “تشير هذه النتائج إلى أن ’أمبروكسول‘ قد يحمي وظائف الدماغ، وخاصةً لدى الأشخاص المعرضين وراثيًا للخطر”.

ويضيف: “إنه يُقدم سبيلًا علاجيًا جديدًا واعدًا، حيث لا يتوفر سوى القليل منه حاليًا. إذا كان دواء مثل ’أمبروكسول‘ قادرًا على المساعدة، فقد يُقدم أملًا حقيقيًا ويُحسّن الحياة”. جدير بالذكر أن الدراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لعلم الأعصاب (JAMA Neurology).

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/cough-medicine-may-protect-against-some-of-parkinsons-worst-symptoms

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *