الأكاذيب الجميلة التي تعمينا عن الحقائق القبيحة – بقلم المهندس سعيد المبارك*

𝑲𝑷𝑰𝒔: 𝑻𝒉𝒆 𝑩𝒆𝒂𝒖𝒕𝒊𝒇𝒖𝒍 𝑳𝒊𝒆𝒔 𝑻𝒉𝒂𝒕 𝑩𝒍𝒊𝒏𝒅 𝑼𝒔 𝒕𝒐 𝑼𝒈𝒍𝒚 𝑻𝒓𝒖𝒕𝒉𝒔
{المؤشرات الرئيسية للأداء (KPIs): الأكاذيب الجميلة التي تعمينا عن الحقائق القبيحة}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي من قبل المؤلف]

في المقطع القصير المرفق، راقب ذلك اللاعب المثالي يحقق كل هدف وبسهولة… حتى تكتشف اليد الخفية التي كانت تسجل الأهداف من وراء الستار!

فكم من المؤشرات في عالمك تعمل بنفس هذه الطريقة يا ترى؟

لقد وُجدت المؤشرات الرئيسية للأداء لتكشف التقدم، وتسهم في تبيين أوجه القصور، وتعزز الثقة في الأداء نحو تحسين حقيقي. لكن في مرحلةٍ ما، تحوّلت إلى أدوات خداع وتظليل. باتت المؤسسات تركّز على الأرقام لا على الحقائق الكامنة خلفها. تلهث خلف المظاهر لا التحولات الحقيقية. تحتفل بأرقامٍ زائفة او غير مكتملة بينما تتجاهل المشاكل الحقيقية التي ينبغي إصلاحها أو التحسينات الممكنة التي تستحق السعي والجهد والعناء.

وهذا ليس قاصراً على عالم الأعمال فقط، بل هو في كل مكان. العلماء يتجاهلون النتائج السلبية، الإدارات تُخفي الإخفاقات، المستشفيات تزوّر أوقات الانتظار، الجيوش ترفع تقارير نصر وهمي، والمدارس ترفع درجات الامتحانات. حتى وكالات الفضاء تبالغ في انجازاتها أحياناً. كلنا رأينا ما يشابه هذا في مجال ما. حين يصبح مظهر النجاح أهم من النجاح ذاته، فإن الفشل يصبح مسألة وقت.

كانت نوايا استخدام المؤشرات الأساسية نبيلة في الأصل: تتبُّع التقدم، وتحديد الأداء ، وكشف فرص التحسين. لكن حين تتحوّل إلى عرض تمثيلي مُتقن، فإنها تفقد معناها، أليس كذلك؟

بعض الشركات تهتم بتقليل عدد البلاغات عن حوادث السلامة أكثر من اهتمامها بسلامة او بحماية العاملين بها. وهناك من يروّج لتعيينات بعض الفئات من الناس بغرض دعائي كدليل على التقدم، متجاهلاً إنْ كانت هذه التعيينات مؤهلة فعلاً، أو مناسبة للعمل في بعض المجالات، أو إن كانت الثقافة التنظيمية قد تغيّرت بالفعل. وهناك من يغرق في استثمارات التقنية الحديثة، يلاحق وهم الابتكار بينما تنهار أعماله الأساسية تحت وطأة التعقيدات غير المبررة في طرق العمل او إدارة المشاريع.

في اللحظة التي تصبح فيها المؤشرات وسيلة للتجميل الزائف لا للقياس الحقيقي، تتوقف عن قياس النجاح، وتبدأ في خلق وهم بالإنجاز. وفي هذا الوهم، تنمو المشاكل وتستقر، بخفاء وتستر ، ودون أن تُعالَج، إلى ان تظهر يوما ببداية انهيار او سقوط سريع مؤلم.

السؤال الحقيقي ليس: هل مؤشراتك في إبراز تحسن مستمر او منحنى الأداء الحقيقي ؟

بل: هل تملك الشجاعة لتسأل نفسك… ماذا تخفي هذه المؤشرات؟

لا تقل لي إنك لم ترَ هذا من قبل؛ الانتصارات الزائفة، المؤشرات المصطنعة، والتنازلات الصامتة. على الأرجح أنك التزمت الصمت، وربما شعرت بالغضب لرؤيتك بعض هذه السلوكيات.

لكن، أليس الصمت هو ما يُبقي المشكلة حيّة؟

فاسأل نفسك: حين عُدلت الأرقام لتُطهر الأداء بمظهر افضل… هل كنت جزءاً من التمثيلية؟
هل التزمت الصمت؟
أم وقفت وتحدثت؟

المهندس سعيد المبارك

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.

رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:

https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:ugcPost:7326730497777156097/

تعليق واحد

  1. جميل يا جميل وسلمت اناملك وفكرك

اترك رداً على Sadiq Ali AlQatari إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *