البحث عن جماليات الماضي – إسماعيل هجلس

البحث في تفاصيل وما تبقى من مباني معمارية في القطيف ، يساعدنا على فهم ليس فقط أين ومتى عاش الناس على هذه الأرض ، وإن كان هذا الأمر بحد ذاته مهم جداً ، ولكن أيضًا كيف تعايش الإنسان مع الطبيعة ، واستفاد منها ومن كنوزها.


تعلمت على مدى عدة سنوات ، دقة الملاحظة وأهمية تكرار الزيارات والتدقيق ، بمعنى ، أن تتأمل المبنى بكل تفاصيله ودقائقه المعمارية ، وتحديد ما تريد البحث عنه له الأولوية من فراغات واضاءة وارتفاعات وزخارف وأقواس وجدران وأعمدة ومنافذ الضوء ودور وغرف ومربعات وخدمات ومواد البناء المحلية والمستوردة… الخ ،،،

قد يصادفك أثناء التدقيق والتأمل أن تشاهد أو ترى بعض المعثورات التاريخية ذات القيمة المعمارية المحلية، وهذا ما وجدته في أحد بيوت القطيف التقليدية (اليوم الخميس الموافق 12 اكتوبر 2023 بقلعة القطيف) رغم مرور عدة سنوات على تكرار زيارتي للبيت وتوثيقه كتابياً ورسماً وفوتغرافياً ، إلا أن سقوط بعض من القطع التلييس ( مساح الأسمنت والجص ) والانتباه لها ،،،

كشف عن قطعتين زخرفيتين ( الوردة ) لمقاس 95 – 45 سم – سمك 2 سم ، في موقع من المبنى لا يمكن بالنسبة لي توقعه ، من حيث المكان والارتفاع ، وبعد الدراسة والاستشارات تم رفع الطبقة العليا من الإسمنت والجص الخگري ، وهذه العملية تحتاج صبر ودقة وأدوات مساعدة ، والاستعانة بكل الطرق التي تساعد وتحافظ على الجصيات الزخرفية دون ضرر أو تلف،،،

وعلى مدى 4 أيام بواقع 3 ساعات من العمل ( النحت والإزالة ) …والحمد لله تمت العملية بنجاح للزخرفة الأولى دون أي أضرار ، والقطعة الزخرفية الثانية للأسف بعد رفع الطبقة الأولى من الاسمنت ، تبين بعض التلفيات في جوانب الجصية ، مما يستدعي تركها كما هي دون ازالة ماتبقى من الأسمنت ، حتى نصل لمستشار متخصص أو فني لديه المعلومة أو الطريقة السليمة من إزالة الأسمنت والطين الملتصق بالزخرفة الجصية.

المؤرخ اسماعيل هجلس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *