عندما يكون اليتم مصدر قوة وإلهام ..! – الدكتور منصور القطري*

المتأمل في سيرة أغلب المفكرين والفقهاء والمخترعين والأدباء ورجال الأعمال والعلماء يلاحظ أنهم اشتركوا في خصلة واحدة وارتبطوا فيما بينهم بقاسم مشترك واحد ألا وهو اليتم،،،

هذه السمة المشتركة (اليتم) كانت – في أغلب الأحيان – مصدر قوة وإلهام لهذه الفئة ؛ وكأن هناك مددًا إلهيًا لهم وأن الله قد تكفل برزقهم وأنعم عليهم بالروح المتسامية والمعنويات العالية ؛ فلم تتغلب عليهم المصاعب ، ولم تتلاعب بهم المتاعب ، ولم يختبئوا خلف يتمهم ، وعملوا في الحياة باعتبارها مغامرة مثيرة للوصول للتميز والقمة والنجاح . إنهم في الأغلب الأعم حققوا ما لم يحققه غيرهم وأنجزوا ما عجز عنه الآخرون.

إلا أن الأيتام (في الصغر) يحتاجون الى وقفة إنسانية لكي يرقَوْا في مدارج التألق والتميز ؛ فهؤلاء البراعم يشبهون النبتة والأزهار التي لا تنمو في الغرف المظلمة ، بل تحتاج إلى الهواء والرعاية والشمس.

وموروثنا الديني مشبع بالحث على الاهتمام بالأيتام ؛ فقد ورد أن رجلًا جاء الى الرسول (ص) يشكو قسوة قلبه فقال له الرسول (ص): (أتحب ان يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك).
تحية إلى كل من وقف ويقف مع الأيتام ينظر إلى وجه اليتيم فيهبه عطفا يعيش به في الحياة كريما.. والتحية موصولة إلى هذه البراعم اليافعة والبريئة ، وتحية الى كل من فقد حنان العائل…. وتحية إلى كل من فقد حكمة الأبوة… نقول لهم جميعا: حسبكم سعادة أن يجمعكم قاسم مشترك مع من نشر الهدى في الكون ؛ فقد عاش يتيما.

“ولنتذكر: (إن المصباح ليس له أن يقول: إن الطريق مظلم ؛ لكنه يقول: ها أنا ذا مضيء)”.

*الدكتور منصور القطري استشاري الموارد البشرية وعضو الجمعية السعودية للإدارة. له العديد من الكتب منها: (صناعة الرؤية في التربية والمجتمع – رصيد الحكمة – فضل السكوت – تربية الحرية – التدريب على التفكير الإبداعي – الجواب الشافي).