هل تعبت من السرطان؟ قد يكون “كوفيد لفترة طويلة” أسوأ – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Tired of Cancer? Long COVID Might Be Worse
(UNIVERSITY COLLEGE LONDON – بواسطة: كلية لندن الجامعية)

ملخص المقالة:

كشفت دراسة جديدة قادها باحثون في كلية لندن الجامعية وجامعة إكستر أن لإرهاق مصابي “كوفيد لفترة طويلة” تأثير مدمر على حياة المرضى، يمكن مقارنته بأمراض الكلى الحادة والسرطانات المتقدمة، مع الآثار الاجتماعية والاقتصادية المحتملة. وقد وجدوا أن متوسط درجات التعب لديهم أسوأ أو مشابهة للأشخاص المصابين بفقر الدم المرتبط بالسرطان أو أمراض الكلى الحادة، وأن تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على الأنشطة اليومية للمرضى كان أسوأ من تأثير مرضى السكتة الدماغية وكان مشابهًا لتأثير مرضى الشلل الرعاشي (باركنسون).

( المقالة )

إرهاق “كوفيد لفترة طويلة” وانخفاض جودة الحياة أسوأ من بعض أنواع السرطان

كشفت دراسة جديدة أن العَرَض الأساسي لـ “كوفيد لفترة طويلة”، وهو الإرهاق، له تأثير مدمر على حياة المرضى، يمكن مقارنته بأمراض الكلى الحادة والسرطانات المتقدمة، مع الآثار الاجتماعية والاقتصادية المحتملة. وهذا يؤكد الحاجة إلى موارد مركزة لإدارة وفهم الحالة بشكل أفضل.

وقد توصلت دراسة جديدة قادها باحثون في كلية لندن الجامعية وجامعة إكستر إلى أن التعب هو العرض الذي يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لمرضى “كوفيد لفترة طويلة”، ويمكن أن يؤثر على نوعية الحياة أكثر من بعض أنواع السرطان.

يؤثر التعب، وهو أهم أعراض “كوفيد فترة طويلة”، بشدة على حياة المرضى اليومية، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية (UCL) وجامعة إكستر. كانت جودة الحياة المرتبطة بالصحة لمرضى “كوفيد لفترة طويلة” في الدراسة أقل من تلك الخاصة بمرضى السرطان في المراحل المتقدمة. كان التأثير على الأنشطة اليومية أسوأ مما هو عليه في مرضى السكتة الدماغية ومشابه لمرض باركنسون.

ويفحص البحث العلمي، الذي نُشر في “بي ام جي أوبن” (BMJ Open) [مجلة على الإنترنت، مفتوحة الوصول، مكرسة لنشر البحوث الطبية من جميع التخصصات والمجالات العلاجية] بتمويل من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR) [في بريطانيا]، تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على حياة أكثر من 3750 مريضًا تمت إحالتهم إلى عيادة “كوفيد لفترة طويلة” واستخدموا تطبيقًا رقميًا كجزء من من علاج الخدمات الصحية الوطنية (NHS) لحالتهم.

وقد طُلِب من المرضى إكمال استبيانات على التطبيق حول المدة التي أثر فيها “كوفيد لفترة طويلة” عليهم – مع الأخذ في الاعتبار تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على أنشطتهم اليومية، ومستويات التعب، والاكتئاب، والقلق، وضيق التنفس، وضباب الدماغ[1]، وجودة حياتهم.

وقد وجد الباحثون أن العديد من مرضى “كوفيد لفترة طويلة” كانوا مرضى بشكل خطير وكان متوسط درجات التعب لديهم أسوأ أو مشابهة للأشخاص المصابين بفقر الدم المرتبط بالسرطان أو أمراض الكلى الحادة. كما كانت درجات جودة الحياة المرتبطة بالصحة أقل من تلك الخاصة بالأشخاص المصابين بالسرطانات النقيلية[2] المتقدمة، مثل سرطان الرئة في المرحلة الرابعة.

وبشكل عام، وجد الفريق أن تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على الأنشطة اليومية للمرضى كان أسوأ من تأثير مرضى السكتة الدماغية وكان مشابهًا لتأثير مرضى الشلل الرعاشي (باركنسون).

وقال الدكتور هنري غودفيلو، الذي شارك في قيادة الدراسة جنبًا إلى جنب مع البروفيسور الراحلة إليزابيث موراي (كلاهما من معهد كلية لندن الجامعية لعلم الأوبئة والصحة): “ما يصل إلى 17٪ من الأشخاص الذين يصابون بـ كوفيد يواصلون تطوير ’كوفيد لفترة طويلة’. ومع ذلك، فإن تأثير الحالة على حياة المرضى اليومية غير مفهوم تمامًا”.

وتابع: “لقد وجدت نتائجنا أن ’كوفيد لفترة طويلة’ يمكن أن يكون له تأثير مدمر على حياة المرضى – حيث يكون للإجهاد أكبر تأثير على كل شيء من الأنشطة الاجتماعية إلى العمل والأعمال المنزلية والحفاظ على العلاقات الوثيقة”.

ولا يقتصر تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على التأثير السلبي على حياة المرضى على المستوى الفردي فحسب، بل يعتقد الباحثون أيضًا أنه يمكن أن يكون له تأثير اقتصادي واجتماعي كبير على البلاد.

ومن أجل الإحالة إلى عيادة “كوفيد لفترة طويلة”، يجب أن يكون المريض قد عانى من أعراض تتماشى مع “كوفيد لفترة طويلة” لمدة 12 أسبوعًا على الأقل بعد الإصابة الحادة.

وكان أكثر من 90٪ من مرضى “كوفيد لفترة طويلة” الذين استخدموا التطبيق في سن العمل (18-65)، وقال 51٪ منهم إنهم لم يتمكنوا من العمل ليوم واحد على الأقل في الشهر السابق، و 20٪ غير قادرين على العمل على الإطلاق.

وفي نفس الوقت، كان 71٪ من المرضى من الإناث. ونظرًا لأن النساء في سن العمل يشكلن غالبية القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، فإن تأثير “كوفيد لفترة طويلة” على قدرتهن على العمل قد يضيف ضغوطًا إضافية على الخدمات المحدودة بالفعل (اي فوق طاقة الموارد البشرية المتاحة).

وقال الدكتور غودفيلو: “نأمل أن يساعد الفهم الأكبر لأعراض وتأثير ’كوفيد لفترة طويلة’ في مرضى الخدمات الصحية الوطنية هؤلاء وصانعي السياسات على استهداف الموارد المحدودة من خلال تكييف الخدمات الحالية وتصميم خدمات جديدة لتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من ’كوفيد لفترة طويلة’”.

ووفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، كان لدى حوالي 1.4 مليون شخص في المملكة المتحدة أعراض “كوفيد لفترة طويلة” في يوليو 2022. وإلى جانب التعب، يعاني المرضى عادةً من ضيق التنفس والقلق والاكتئاب وضباب الدماغ.

ومع ذلك، فهذه هي الدراسة الأولى التي تُبلغ عن تأثير الحالة على الأداء اليومي ونوعية الحياة المرتبطة بالصحة في المرضى الذين تمت إحالتهم لإعادة التأهيل المتخصص في عيادات “كوفيد لفترة طويلة” في جميع أنحاء إنجلترا.

وقال الدكتور غودفيلو: “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن التعب يجب أن يكون محور تركيز مهم للرعاية السريرية وتصميم خدمات إعادة التأهيل”.

وأضاف: “يجب أن تراعي خدمات تقييم ما بعد كوفيد في التركيز على تقييم ومعالجة التعب لتعظيم التعافي والعودة إلى العمل لمن يعانون من ’كوفيد لفترة طويلة’”.

وقال المؤلف المشارك البروفيسور ويليام هينلي، من كلية الطب بجامعة إكستر: “إن ’كوفيد لفترة طويلة’ هو حالة غير مرئية، ويترك العديد من الأشخاص يحاولون إدارة تغييرات مهمة في كيفية عملهم. وبشكل مثير للصدمة، كشف بحثنا أن ’كوفيد لفترة طويلة’ يمكن أن يترك الناس يعانون من إرهاق ونوعية حياة أسوأ من بعض أنواع السرطان، ومع ذلك فإن الدعم والفهم ليسا على نفس المستوى. نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من البحث لتمكين تطوير خدمات قائمة على الأدلة لدعم الأشخاص الذين يحاولون إدارة هذه الحالة الجديدة المنهكة”.

وقد تم إجراء البحث جنبًا إلى جنب مع شركاء في جامعة ساوثهامبتون، وجامعة إكستر، ووقفية الخدمات الصحية الوطنية “بارتس” الصحية، ووقفية الخدمات الصحية الوطنية لمستشفيات كلية لندن الجامعية، ومستشفى رويال فري، ومؤسسة “ليفنغ وذ” المحدودة (Living With Ltd.).

قيود (محدودية) الدراسة

نظرًا لأن المرضى المشاركين في الدراسة كانوا من أولئك الذين يخضعون للعلاج، فمن المحتمل أن يكون لديهم أعراض أسوأ من أولئك الذين لم يكونوا كذلك. ومع ذلك، لا يعرف الباحثون تفاصيل عن هؤلاء المرضى المصابين بـ “كوفيد لفترة طويلة” والذين اختاروا عدم طلب المساعدة فيما يتعلق بأعراضهم.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://scitechdaily.com/tired-of-cancer-long-covid-might-be-worse/

المرجع: “Impact of fatigue as the primary determinant of functional limitations among patients with post-COVID-19 syndrome: a cross-sectional observational study” by Sarah Walker, Henry Goodfellow, Patra Pookarnjanamorakot, Elizabeth Murray, Julia Bindman, Ann Blandford, Katherine Bradbury, Belinda Cooper, Fiona L Hamilton, John R Hurst, Hannah Hylton, Stuart Linke, Paul Pfeffer, William Ricketts, Chris Robson, Fiona A Stevenson, David Sunkersing, Jiunn Wang, Manuel Gomes, William Henley, Living With Covid Recovery Collaboration, 7 June 2023, BMJ Open. DOI: 10.1136/bmjopen-2022-069217

الهوامش:

[1] يعد ضباب الدماغ في حد ذاته حالة طبية ولكنه عرض لحالات طبية أخرى، فهو أحد الأعراض التي يمكن أن تنتج عن الإجهاد وتغيرات النوم والأدوية وعوامل أخرى، ويمكن أن يسبب الارتباك ومشاكل في الذاكرة وقلة التركيز. وهو نوع من الخلل الادراكي ويتضمن مشاكل في الذاكرة، ونقص في الوضوح العقلي، وضعف التركيز، وعدم القدرة على التركيز. ويصفه بعض الناس أيضًا بأنه إرهاق عقلي، واعتمادًا على شدته، يمكن أن يتداخل مع العمل أو المدرسة. وهناك عدة تفسيرات لسبب حدوث الضباب الدماغي، وبمجرد تحديد السبب الأساسي، يمكن البدء في حل المشكلة. ويوجد ستة أسباب محتملة لضباب الدماغ: الإجهاد المزمن، قلة النوم، التغيرات الهرمونية، النظام الغذائي، الأدوية، والحالات الطبية المصاحبة للالتهاب أو الإرهاق أو التغيرات في مستوى الجلوكوز في الدم. المصدر: https://www.healthline.com/health/brain-fog#causes

[2] يسمى السرطان الذي ينتشر من حيث بدأ إلى جزء بعيد من الجسم بالسرطان النقيلي. وبالنسبة للعديد من أنواع السرطان، يطلق عليه أيضًا سرطان المرحلة الرابعة. وتسمى العملية التي تنتشر من خلالها الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم بالنقيلة (أو الإنبثاث). وعندما يتم ملاحظتها تحت المجهر واختبارها بطرق أخرى، فإن الخلايا السرطانية النقيلية لها سمات مثل السرطان الأولي وليست مثل الخلايا في المكان الذي يوجد فيه السرطان النقيلي. وهذه هي الطريقة التي يمكن للأطباء من خلالها معرفة أن السرطان قد انتشر من جزء آخر من الجسم. وللسرطان النقيلي نفس اسم السرطان الأولي. فعلى سبيل المثال، يسمى سرطان الثدي الذي ينتشر في الرئة سرطان الثدي النقيلي، وليس سرطان الرئة. ويتم التعامل مع سرطان الثدي في المرحلة الرابعة، وليس سرطان الرئة. وفي بعض الأحيان، عندما يتم تشخيص الإصابة بالسرطان النقيلي، لا يستطيع الأطباء معرفة من أين بدأ. ويُطلق على هذا النوع من السرطان سرطان من أصل أولي غير معروف، أو سرطان غير معروف الأساس. المصدر: https://www.cancer.gov/types/metastatic-cancer

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *