من اّثار القطيف (تمثال الخادم العابد) – إعداد صادق علي القطري

تمثال “الخادم العابد” الذي اكتشف في تل الرفيعة بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. هو تمثال منحوت من الحجر الجيري القاسي القشطي اللون من الحجارة المحلية المتوفرة في المنطقة،

يبلغ ارتفاعه 94 سم وهو على شكل رجل يتراوح عمره ما بين أربعين إلى خمسين سنة، وهو منتصب حليق الرأس والوجه، عاري الجسد ويشد حول خصره حزام بارز من ثلاث لفات، وفي أسفل البطن يظهر العضو التناسلي. يداه على صدره، الكف الأيمن فوق الكف الأيسر بوضوح الأصابع والأظافر كما أن عظام القفص الصدري أسفل الرقبة تشكل الرقم 7 الهندية، مرافق اليدين مدببة وبارزة للخارج وتكوين الفراغ بين الذراعين والصدر وتحت الإبط. الرأس لا رقبة لها تقريباً والوجه بملامح حسنة التنفيذ والتي لا ينقصها التعبير وبأذنان بارزتان للخارج عليهما تجاويف الأذن وعينان غائرتان يحيطهما بروز نافر، الفم كبير بعض الشيء مما يوحي بأنه يتلو تراتيل دينية لكن عليه بعض التلف مع الأنف الذي تحصل على أكبر نسبة من التلف، الساقين ينفصلا عن بعضهما عند الركبة، و بقدمين مفقودتان أما الظهر فيظهر عليه ملامح العمود الفقري بخط غائر محفور بوضوح ويقسم الظهر إلى نصفين كما أن الحزام في أسفل الظهر وانحناء بسيط بين الفخذ والساق ليكون زاوية بسيطة أو انحناء بسيط خلف الركبة.

هذا التمثال مكسور من الرقبة والخصر وهو مرمم. لقد نحت هذا التمثال بعناية ليمثل الخادم العابد وهو في وضعية الصلاة والخشوع التام والتضرع للآلهة وقد جمع بين أسلوب التجريد ومحاكة الطبيعة وهو أسلوب وفن ذو أبعاد ثلاث وهو شبيه بتماثيل المتعبدين السومرية التي وجدت في بلاد الرافدين في مواقع مختلفة مثل تل الحريري وتل خفاجة وتل أسمر والتي تعود إلى النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد من عصر ميسلم أو قريب منه، لكن بملامح قد تكون اقرب إلى السامية.

لا يعتقد بأن هذا التمثال قد جلب من بلاد الرافدين وانه قد نحت هناك وذلك أن هذا الحجر من الحجارة المحلية في المنطقة. هذا التمثال لا يحتوي على أية كتابة مثل معظم التماثيل في بلاد الرافدين والتي تعود إلى نفس الحقبة وهو ليس التمثال الوحيد المكتشف في الجزيرة أو في المنطقة الشرقية لكن قد يكون من أقدمها. وقد يعتبر هذا التمثال نذرا لشخص ما من سكان الجزيرة كما أن عملية حلق شعر الرأس قد تكون من الطقوس التعبدية لأهل المنطقة قديماً والتي لا يعرف عنها الكثير، كما أن وقوفه عارياً قد يمثل وقوفه أمام الإله في وضعية الخادم أو الزاهد العابد الفقير، وقد يكون هذا التمثال أيضا بديلاً سحرياً بدافع ديني وان فتح الفم لإلقاء الشعائر الدينية تخدم دون انقطاع الشخص الذي وهبها نحو حياة خالدة.

المصدر:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AA_(%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9)

المهندس صادق القطري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *