حسب مقال* نشرته مجلة نيتشر (nature) في أواخر أيام العام المنصرم بعنوان “The science events to watch for in 2021” ، ترى كاتبته هولي إلس (Holly Else) بأن العالم سيركز انتباهه في عامه الجديد على عشرة موضوعات علمية محددة، تبدأ بالسياسة، وتنتهي بها، وهي كالتالي:
عودة المناخ
من المؤكد أن عامنا سيكون عامًا محوريًا في مكافحة تغير المناخ. فقد أوضح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أنه سيتحرك لاستعادة قيادة بلاده في هذا الصدد، وذلك من خلال إعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، إذ ستعقد في نوفمبر القادم مفاوضات مهمة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تُعيد البلدان تعهداتها بشأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، المفاوضات التي تُعتبر الأولى منذ توقيع اتفاقية باريس في عام 2015. لدى الاتحاد الأوروبي والصين خطط طموحة لتصبح دولاً محايدة كربونياً وذلك بحلول 2050-60. في المقابل، ينتظر العلماء معرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي بايدن سيضع أهدافًا مماثلة للولايات المتحدة أم لا.
تحقيقات كوفيد-19
ستتوجه فرقة عمل شكلتها منظمة الصحة العالمية إلى الصين في يناير؛ في محاولة لتحديد مصدر جائحة كوفيد-19. وستبدأ الفرقة، التي تضم علماء أوبئة وعلماء فيروسات وباحثين في مجال الصحة العامة والحيوانية، بحثها في مدينة ووهان الصينية حيث تم اكتشاف أولى الإصابات بفيروس كورونا من نوع سارس-كوفي-2 SARS-CoV-2 لأول مرة في عام 2019. وستبدأ المراحل الأولية من المشروع بتفحص اللحوم والحيوانات المعروضة في أسواق هوانان التي زارها العديد من المصابين الأوائل بكوفيد-19، وتتبع رحلاتهم عبر الصين وعبر الحدود. قد يستغرق اكتشاف منشأ الفيروس عدة سنوات، لكن الخبراء يعتقدون أن بعض المعلومات الجديدة ستظهر بحلول نهاية العام.
اللقاحات والوباء
شهد نهاية عام 2020 إطلاق اللقاحات الأولى المصرح باستخدامها ضد كوفيد-19، وستصبح فعالية العديد من اللقاحات الجديدة أكثر وضوحًا في أوائل عام 2021. وستكون لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للتطعيمات التي طورتها شركتا الأدوية الأمريكية نوفافاكس وجونسون آند جونسون أهمية خاصة؛ فمن المحتمل أن تكون هذه اللقاحات أيسر في توزيعها من اللقاحات القائمة على الحمض النووي التي صنعتها شركتي فايزر ومودرينا، اللتان قدَّمتا بالفعل نتائج المرحلة الثالثة من اللقاح مع اشتراط وجوب تخزينه في درجات حرارة منخفضة للغاية.
في أواخر العام الماضي، أطلقت شركة نوفافاكس في المملكة المتحدة والولايات المتحدة تجربتين كبيرتين للقاح البروتين الشائك الفيروسي، والذي سيصدر تقريرًا عنه في أوائل عام 2021. يُقدر بأنه يمكن أن تنتج الشركة ما يصل إلى ملياري جرعة للقاح سنويًا. وكذلك، تقوم شركة جونسون آند جونسون باختبار نسخة أحادية الحقن من لقاحها؛ في مقابل حقنتين يتطلبها لقاحي شركتي فايزر ومودرينا.
النشر العلمي المفتوح
ستتوجه الأنظار هذا العام إلى النشر العلمي كمشروع مفتوح، مجاني الوصول، لمدة عامين، وذلك بتنظيم من عدد من أكبر ممولي الأبحاث في العالم. فاعتباراً من يناير، ستبدأ أكثر من 20 منظمة، بما في ذلك ويلكوم في لندن (Wellcome)، ومؤسسة ميليندا جيتس وبيل في سياتل (Bill & Melinda Gates) ، والممول الوطني الهولندي (NWO) ، بنشر جميع أعمالها العلمية الممولة مجاناً. هذه المبادرة، المسماة بالخطة إس (Plan S)، قد تضع نهاية لحقبة الاشتراكات الدورية في المجلات العلمية وتسمح لأي شخص بقراءة المؤلفات العلمية الممولة مجاناً. حتى هذا الوقت، دفعت هذه المبادرة بالفعل العديدَ من المجلات بما فيهم مجلة نيتشر (Nature) لتوفير محتواها بشكل مفتوح لأول مرة.
الخلايا الجذعية
ينتظر علماء الخلايا الجذعية بفارغ الصبر الإرشادات المحدثة لبحوث الخلايا الجذعية التي ستصدر هذا العام من الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية (ISSCR). أصدرت الجمعية آخر إرشاداتها قبل أربع سنوات. ينتظر العلماء أن تشمل التحديثات الجديدة الإرشادات التي تخص دراسات “الهياكل الشبيهة بالجنين” البشرية المزروعة من الخلايا الجذعية في المختبر، آملين أن يطال التعديل قاعدة “الأربعة عشر يوماً” والتي تنص على أنه لا يمكن للباحثين العمل بأجنة بشرية مُنتجة مخبرياً لأكثر من أسبوعين بعد الإخصاب، وهي مادة قانونية منصوص عليها في العديد من البلدان. يُعتقد بأن تعديل هذه المُدة يمكن أن يسمح للعلماء بفهم أفضل لسبب انتهاء العديد من حالات الحمل المبكر بالإجهاض.
علاج مرض الزهايمر
من المقرر أن يقرر المنظمون الأمريكيون ما إذا كان الدواء الأول الذي تم الإبلاغ عنه لإبطاء تقدم مرض الزهايمر يمكن استخدامه كعلاج أم لا؟ فالعقار (aducanumab) الذي تصنعه شركة الأدوية (Biogen)، هو جسم مضاد يرتبط ببروتين دماغي لزج يسمى أميلويد، الذي يرى معظم العلماء أنه يمكن أن يكون المسبب الرئيس لمرض الزهايمر. الأدلة على فعالية الدواء غير موحدة؛ فهناك نتائج متضاربة أظهرتها تجربتان سريريتان للمرحلة الثالثة من العلاج، كما تنص لجنة استشارية مستقلة شكلتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتقييم فعالية الدواء أن البيانات لا تدعم استخدامه. وللأسف، فإن الأدوية المتوفرة المعتمدة لعلاج مرض الزهايمر تعالج، حتى الآن، الأعراض المعرفية فقط (كفقدان الذاكرة) بدلاً من الحد من تطور المرض نفسه.
كوكب المريخ
ستواصل أجندة الصين طموحها في مجال الفضاء هذا العام. فمن المفترض أن يهبط مسبار صيني متجه إلى المريخ في فبراير. ستبحث مهمة (Tianwen-1) عن الماء وعلامات الحياة باستخدام 13 أداة، منها الكاميرات والرادار وأجهزة تحليل الجسيمات. إذا نجحت الصين في مهمتها هذه فستكون أول عملية استكشاف للكوكب الأحمر والمرة الوحيدة التي يصل فيها مسبار يحمل مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة جوالة إلى هناك. كما يُنتظر أن تصل مركبات أخرى من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في الوقت نفسه تقريبًا.
تلسكوب جيمس ويب
سيشهد شهر أكتوبر إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي طال انتظاره – والتي ترى مطورته ناسا أنه “أكبر وأقوى تلسكوب فضائي تمت صناعته على الإطلاق”. سيسعى التلسكوب الذي تبلغ تكلفته 8.8 مليار دولار أمريكي إلى تكرار نجاح تلسكوب هابل، الذي أحدث ثورة في علم الفلك عندما أطلق في عام 1990 وأجرى أكثر من 1.3 مليون عملية رصد منذ ذلك الحين. سيغطي التلسكوب الجديد أطوال موجية أكثر من سابقه، مما يمكّن العلماء من التعمق أكثر في الكون.
التموج
قد يكون علماء الفلك الراديوي على وشك إثبات طريقة جديدة للكشف عن موجات الجاذبية من خلال تسخير النجوم النيوترونين النابضة كمنارات. فمن خلال التوقيت الدقيق للإشارات الصادرة عن هذه النجوم النابضة، تسعى الفرق في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا إلى اكتشاف تموجات الطول الموجي الطويلة التي تنتجها أزواج من الثقوب السوداء فائقة الكتلة أثناء دورانها حول بعضها البعض في مراكز المجرات البعيدة.
البريكست
تعم العلماء حالة من القلق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي سيخلق وضعاً مشكوكاً فيه بشأن تمويل الأبحاث العلمية والعديد من القضايا الأخرى.
المصدر: