الزراعة المائية…. نحو مستقبل مشرق – مهدي الصنابير

في ظل التزايد في عدد السكان حول العالم تظهر على السطح مشكلة النقص في الموارد الغذائية وعلى رأسها المحاصيل الزراعية ،، وعلى جانب آخر تترصد الكثير من المعوقات للمهتمين بالزراعة أبرزها عدم جودة التربة وصلاحيتها للإنتاج الزراعي وعدم وجود مساحة كافية للزراعة وكذلك تربص الآفات الزراعية بالمحاصيل والتي تؤدي الى إتلافها مسببة خسائر مادية ومعنوية كبيرة .

في وقتنا الحالي ظهرت الكثير من التقنيات التي إنبرت لإيجاد حلول لتلك المشاكل ومن أبرز تلك التقنيات تقنية الزراعة المائية التي فرضت نفسها وبقوة على الساحة الزراعية وزكاها الكثير من الخبراء والمهتمين فأحدثت نقلة نوعية في عالم الزراعة من نواحي إنتاجية وجمالية ،، فهاهي تقارع الزراعة التقليدية وتتحداها بل وتتفوق عليها ، إذ أنها  تعتمد على استخدام المحلول المغذي الذي يحوي جميع العناصر الضرورية لنمو النبات ويقدم غذاء متكاملا لها ، وتستخدم فيها بيئات عضوية وغير عضوية ويفضل أن تكون البيئة خاملة غير عضوية كي لا تؤثر على تركيبة المحلول المغذي.

وتتميز الزراعة المائية بالخصائص التالية:

١- التوفير الكبير في استخدام الماء والأسمدة بنسبة تصل من ٧٥ -٩٠٪.

٢- وفرة وجودة الإنتاج مقارنة بنظيره في الزراعة التقليدية.

٣- إنتاج المحصول في مدة زمنية أقصر من المعتاد.

٤- قلة التكاليف المادية مقابل جودة الربح.

٥- عدم استخدام المبيدات الحشرية وقلة تعرض المحصول للآفات الزراعية.

٦- إمكانية الزراعة في مساحات صغيرة وأماكن متعددة كداخل المنزل وسطحه.

٧- إمكانية التقليل من الإعتماد على الإستيراد من الخارج والإقتراب من تحقيق الإكتفاء الذاتي.

٨- قلة الإستعانة بالأيدي العاملة.

 تاريخ الزراعة المائية

إكتشف باحثون متخصصون في القرن الثامن عشر أن النباتات تمتص المغذيات المعدنية في صورة أيونات لا عضوية ذائبة في الماء وأن التربة مجرد مستودع لهذه المغذيات وهي (أي التربة) غير ضرورية للنمو  وعلى هذا الأساس يمكن إضافة هذه المغذيات إلى الماء بطريقة إصطناعية.  وهناك نظامين رئيسيين يمكن استخدامهما في الزراعة المائية: الأول النظام المفتوح والثاني النظام المغلق.  وقد ثبت أن غالبية النباتات المعروفة في العالم ممكن أن تنجح زراعتها بدون تربة وقد تمت تجارب كثيرة ناجحة على الكثير من النباتات في العديد من دول العالم.

وكلمة Hydroponic  والتي تعني الزراعة المائية باللغة اللاتينية مشتقة من كلمتين يونانيتين هما Hydro وتعني ماء و Ponic وتعني عمل. أما مفهوم الزراعة بدون تربة فهي زراعة النباتات في أوساط زراعية لا تكون التربة إحدى مكوناتها , ويتم تغذيتها باستخدام محاليل مغذية خاصة تحتوي على جميع العناصر اللازمة لنمو النبات.

أنواع الأنظمة المستخدمة في الزراعة المائية

أولاً / النظام المفتوح:

ويقوم على أساس زراعة النباتات في أوساط زراعية غير التربة وتروى بالمحلول المغذي الذي لا يُعاد إستخدامه.

          

 

ثانياً / النظام المغلق:

ويقوم على أساس زراعة النباتات في أوساط زراعية غير التربة وتروى بالمحلول المغذي الذي يُعاد استخدامه. ويشمل هذا النظام عدة تقنيات هي :

أ / تقنية الدتش باكيت: DUTCH BUCKET SYSTEM

يستخدم في هذه التقنية وسط خامل غير عضوي كبيئة زراعية كالبرلايت او الصوف الصخري وتعد هذه التقنية من أفضل التقنيات في الزراعة المائية وأكثرها أمانا وتستخدم لإنتاج الخيار والطماطم .

 

ب / تقنية الغشاء المغّذي

NUTRIENT FILM TECHNIQUE

 نظام شائع الإستخدام ويسرع عملية النمو

ويستخدم  لزراعة كثير من الأصناف وفيه يتم

تدوير المحاليل الغذائية بإستمرار حول جذور

النباتات بفضل الجاذبية ومضخة صغيرة.

 

ج / تقنية الحوض العميق

DEEP WATER CULTURE

تستخدم تقنية الحوض العميق لزراعة الكثير من الخضروات ويفضل استخدامها للورقيات.

 

 

 

د/ تقنية الزراعة الرأسية

VERTICAL

تستخدم هذه التقنية لزراعة الفراولة والورقيات وبالزراعة الرأسية يتم توفير الكثيرمن المساحة.

 

 

هـ/ تقنية الزراعة الهوائية

AEROPONICS

حيث تظل فيها الجذور عالقة في حيز مغلق

مع تعريضها بصورة منتظمة للمحلول المغذي

في صورة ضباب أو رذاذ وتفيد تقنية الزراعة الهوائية

في زراعة الورقيات وتجذير العُقل.

 

 و/ تقنية الزراعة بالأسماك

AQUAPONICS

من خلال هذه التقنية تحدث علاقة تكافلية بين

النباتات والأسماك حيث تفرز الأسماك

الأمونيا التي تتغذى عليها النباتات بعد

أن تحولها بكتيريا خاصة الى نترات.

 

 

البيئات الزراعية المستخدمة في الزراعة المائية

أولا: البيئات الزراعية العضوية

  • البيتموس:  وهو عبارة عن مادة عضوية متحللة توجد فى المناطق الرطبة  من العالم على مساحات كبيرة تعرف بمناجم البيتموس.
  • ألياف جوز الهند.
  • نشارة الخشب

ثانيا: البيئات الزراعية الغير عضوية

  • الرمل.
  • الصوف الصخري:

وهو بيئة زراعية غير عضوية ناتجة من تسخين الصخور البركانية تحت درجة حرارية تفوق 1500 درجة مئوية ويستخدم الصوف الصخري في إستنبات البذور.

  • البرلايت :

هو حبيبات بيضاء صغيرة قطرها من 1 – 5 ملم ناتجة عن تسخين صخور بركانية سيليكونية ونتيجة لذلك التسخين من 900 – 1000 درجة مئوية يزداد حجم الحبيبات من 4 – 20 مره من حجمها الأصلي كما ينتج عن التسخين فجوات هوائية تمتص الماء بنسبة 430 % لتجعله في متناول جذور النبات عند الحاجة.

مميزات البرلايت :

  • خفيفة الوزن ولاينتج عنها روائح كريهة.
  • التهوية من خلالها عالية جدا.
  • سهلة الصرف مع الإحتفاظ بالماء.
  • ثابتة التركيب فيزيائياً .
  • متعادلة في درجة الحموضة بين ( 6.5 – 7.5 ).
  • تعمل كمادة عازلة وبالتالي تنخفض درجات الحرارة من خلالها ويتم حماية الجذور.

المحلول المغذي

 يتركب هذا المحلول من جميع العناصر المغذية الضرورية اللازمة لنمو النبات بنسب متوازنة وكميات كافية وينقسم إلى قسمين  A , B   

المحلول المغذي A

يتكون من نترات الكالسيوم وعنصر الحديد.

المحلول المغذي B

يتكون من عدة عناصر وهي النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وسلفات المغنيسيوم وعناصر أخرى. ويتم فصل المحلول A عن المحلول B  وهما في حالة التركيز كي لا يحدث ترسب لعنصري الكالسيوم والفوسفور.

 

العناصرالضرورية المكونة للمحلول المغذي:

أجهزة القياس

 في نظام الزراعة المائية نحتاج الى أجهزة خاصة لقياس نسبة الأملاح الذائبة في الماء وكذلك قياس درجة الحموضة والقلوية ومن هذه الأجهزة :

جهاز قياس الملوحة TDS

ويتم به قياس نسبة العناصر الذائبة في الماء ، حيث لكل نبات درجة تحمل معينة للأملاح المعدنية وتختلف قياس النسب المفضلة حسب نوع الجهاز والنظام المتبع

القياس الأمريكي 1EC تعادل 500PPM

القياس الأوروبي 1EC يعادل 640PPM

القياس الاسترالي 1EC يعادل 700PPM

 

جهاز قياس الحموضة والقلوية PH

ويتم من خلاله فحص نسبة الحموضة والقلوية للنبات حيث أن أفضل نسبة لإمتصاص الأملاح تكون ما بين 5.5 – 6.5  مع ملاحظة أنه اذا كانت نسبة الحموضة أقل من 5 فتسبب قتل الجذور واذا كانت أكثر من 6.5 تؤثر على نمو النبات.

 أين تزرع ؟؟؟؟

سطح المنزل هو المكان المثالي للزراعة المائية ويمكننا جميعا إستثمار تلك المساحة لنحولها من بقعة جامدة لاحياة فيها الى حديقة غناء تؤمن لنا بعض المواد الغذائية وننعم فيها بأوقات ممتعة بصحبة الأهل والأصدقاء ونجعلها متنفسا لنا نمارس فيها الترفيه والترويح عن النفس، جعل الله أيامكم خضراء مكللة بالخير والسعادة.

3 تعليقات

  1. جزاك الله خيراً

  2. م. سعد دويكات

    لدي عدة ملاحظات حول الموضوع
    ١- بخصوص الزراعة المائية فهي غير مناسبة لأغلب المحاصيل كالاشجار والمحاصيل الحقلية والترقيات الصغيرة بالكفاءة المتعارف عليها في التربة .
    ٢- بخصوص الأمراض فالامراض ليس مصدرها التربة بل مصدرها المحيط بل بالعكس فإن انتشار الأمراض الفطرية تكون أعلى بكثير من الزراعة في التربة لوجود بيئة رطبة اضعاف التي موجودة بالتربة .
    ٣- بخصوص التكلفة الإنتاجية فلو تم احتساب الكلفة التأسيسية واهتلاك المعدات والمواد فهي ليست بالفرق الكبير بينها وبين عمليات الحراثة والخدمة الزراعية.
    ٤- بخصوص انها توفر بالاسمدة فلو تم فحص الترب وإضافة كميات الأسمدة المناسبة وحسابها بدقة فسنحصل على نفس النتيجة .
    وختاما اود القول إن هناك الكثير من الملاحظات حول الزراعة المائية وأنها ما هي إلا عبارة عن موضة من الموضات التي تنشأ وسرعان ما تندثر مثلها مثل الزراعة العضوية والمياه الممغنطة وغيرها من التقنيات .
    وانا على استعداد لمناقشة الأمر علميا وبالادلة

  3. الزراعة المائية هي زراعة بها المواد الكيميائية الضارة 100 في 100 فهي بذالك غير صالحة للاستخدام البشري
    ايضا هي مشروع تجاري لكسب المال فقط ، وهي محظورة من منظمة حقوق الانسان…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *