Events Are Neutral till You Label Them
{الأحداث محايدة… نحن من نعطيها التوصيفات}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي وبتصرف من قبل الكاتب]
الحياة لا تعطي توصيفات لما يحصل من احداث حولنا، لكنّنا نحن من نطلق الأوصاف لكل حدث، وغالباً نستعجل في ذلك، ومن دون إدراك كامل للسياق.
لعلنا جبلنا واعتدنا على الحكم السريع: فهذا خير وذاك شر، وهذا نجاح وذاك فشل. ترقية نعدّها انتصاراً، وصفقة ضائعة نراها هزيمة، كلمة طيبة نقدرها كهدية، وانتقاد نعتبره جرح.
هذه الأحكام السريعة تعمينا أحياناً عن كنه الحقيقة. فالحقيقة أن الأحداث في جوهرها محايدة، لا خير فيها ولا شر، حتى يكشف الزمن والسياق أثرها الحقيقي.
وعادة، الحياة لا تُفصح عن خبايا الأحداث ومعناها فوراً. فالمستقبل مفتوح على احتمالات لا تُحصى، مازالت في علم الغيب. كل ما نستطيع فعله هو أن نبذل أفضل ما عندنا الآن، واثقين بأن الأفضل هو الآتي.
في قرية صغيرة، كان هناك شيخ يمتلك حصاناً أبيض جميلاً. أُعجب به الناس وعرضوا عليه أموالاً طائلة، لكنه رفض قائلاً: «ليس للبيع، فهو فرد من العائلة».
وفي صباحٍ ما، اختفى الحصان. فقال القرويون: «يا لسوء حظك!» فأجاب الشيخ بهدوء: «ربما».
بعد أيام، عاد الحصان ومعه ثلاثة خيول برّية. ففرح القرويون وقالوا: «يا لك من محظوظ!» فأجاب الشيخ: «ربما هو خير، وربما لا».
وبينما كان ابنه يروّض أحد الخيول البرية، سقط وانكسر ساقه. فقال الناس: «الآن صار سوء حظٍ حقاً!» فأجاب الشيخ: «ربما».
وبعد أسابيع، اندلعت حرب وجُنّد كل شاب، إلا ابن الشيخ، لأنه كان عاجزاً عن القتال. عندها فقط رأى القرويون الصورة الكبرى.
[أكان ما حدث شراً؟ خيراً؟ لا هذا ولا ذاك. لقد كان مجرد حدث، اكتسب معناه بما تلاه من واقع].
حكمة الشيخ لم تكن في معرفة الغيب، بل في عمق نظرته واتزانه. فالأحداث محايدة؛ أما أحكامنا، الملوّنة بالعاطفة والتسرّع، فهي التي تجعلها انتصاراً أو هزيمة.
وفي حياتنا العملية والشخصية نقع في الفخ نفسه. مشروع يفشل فنصفه بالنحس، منافس يفوز فنراه كارثة، تغيّر يربك خططنا فنسمّيه فوضى. خسارة تؤلمنا، وهزيمة تُشعرنا بالنهاية.
لكن مع مرور الوقت، قد تتكشف هذه الأحداث ذاتها عن وضوحٍ جديد، أو فرصة خفية، أو حماية من خطرٍ لم نكن ندركه.
هذا لا يعني تجاهل العاطفة أو الامتناع عن التصرف وبحكمة. فالتسرّع في إطلاق الأحكام يقودنا إلى قرارات مبنية على قصصٍ غير مكتملة، والحقيقة القصص الكاملة لا وجود لها أصلاً.
[أولئك الذين ينتظرون ويتأملون ويتصرفون ببصيرة، يرون ما وراء الفوضى ما لا يراه غيرهم].
الصبر ليس تأجيلاً، بل بصيرة. وهو لا يبرّر التردد حين تتضح الصورة، لكنه يدعونا إلى التريّث حتى تتّسع الرؤية.
«ربما هو خير، وربما لا»: هناك تسكن الحكمة: في المسافة بين ما يحدث، وما يعنيه ما يحدث. فما يبدو اليوم انتكاسة، قد يكون إنقاذاً لك من شيءٍ أسوأ غداً.
إسأل نفسك: هل واجهت يوما ما حدثٍ ظننته شراً، ثم اكتشفت أنه كان بركةً خفيّة وسبب لخير لك ولمن حولك؟

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:
https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:share:7383894547568672768/