علماء يكتشفون أن فصيلة دمك قد تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Your Blood Type Can Affect Risk of an Early Stroke, Scientists Discover
(Felicity Nelson – بقلم: فيليسيتي نيلسون)

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم إحدى فصائل الدم من النوع “أيه” (A) هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية قبل سن الستين مقارنة بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى.

وتصف فصائل الدم التنوع الغني للمواد الكيميائية المعروضة على سطح خلايا الدم الحمراء.
ومن بين أكثرها شيوعًا تلك التي تحمل اسم “أيه” (A) و”بي” (B)، والتي يمكن أن تكون موجودة معًا في شكل “أيه بي” (AB)، أو بشكل فردي في شكل “أيه” (A) أو “بي” (B)، أو غير موجودة على الإطلاق في شكل “أو” (O).

يتم تحديد فصيلة الدم جزئيًا من خلال مستضدات فصيلة الدم “ايه بي أوه” (ABO) الموجودة على خلايا الدم الحمراء. مصدر الصورة: (InvictaHOG/Public Domain/Wikimedia Commons)

وحتى داخل هذه الفصائل الرئيسية من الدم، هناك اختلافات دقيقة تنشأ عن الطفرات في الجينات المسؤولة.
وفي دراسة نُشرت في عام 2022، كشف باحثو الجينوم عن علاقة واضحة بين الجين الخاص بالمجموعة الفرعية “ايه 1” (A1) والسكتة الدماغية المبكرة.

وجمع الباحثون بيانات من 48 دراسة وراثية، شملت ما يقرب من 17000 شخص مصاب بسكتة دماغية ونحو 600000 شخص غير مصاب بالسكتة الدماغية. وكان جميع المشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا.

تزيد هذه الفصيلة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل بلوغك سن الستين. شاهد الفيديو على الرابط:

https://youtu.be/eJzi6BJ2o1U

وأظهر بحث على مستوى الجينوم وجود موقعين مرتبطين بقوة بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية في وقت مبكر. وتزامن أحدهما مع المكان الذي توجد فيه جينات فصيلة الدم. ثم وجد تحليل ثانٍ لأنواع معينة من جين فصيلة الدم أن الأشخاص الذين تم ترميز جينومهم لتنوع في المجموعة “ايه” (A) لديهم فرصة أعلى بنسبة 16 في المائة للإصابة بسكتة دماغية قبل سن الستين، مقارنة بمجموعة من فصائل الدم الأخرى ، وبالنسبة لأولئك الذين لديهم جين للمجموعة “أو 1” (O1)، كان الخطر أقل بنسبة 12 في المائة.

ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإضافي لدى الأشخاص الذين لديهم فصيلة دم “أيه” (A) صغير، لذلك ليست هناك حاجة إلى يقظة إضافية أو فحص في هذه المجموعة. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب الأعصاب الوعائي ستيفن كيتنر من جامعة ماريلاند: “ما زلنا لا نعرف لماذا تزيد فصيلة الدم ‘ايه‘ (A) من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.

وتابع: “ولكن من المحتمل أن يكون الأمر له علاقة بعوامل تخثر الدم مثل الصفائح الدموية والخلايا التي تبطن الأوعية الدموية وكذلك البروتينات الدائرة الأخرى، والتي تلعب جميعها دورًا في تطور جلطات الدم”. وفي حين قد تبدو نتائج الدراسة مثيرة للقلق – أن فصيلة الدم يمكن أن تغير خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة – دعونا نضع هذه النتائج في سياقها.

فكل عام في الولايات المتحدة، يعاني ما يقرب من 800000 فرد من السكتة الدماغية. وتحدث معظم هذه الأحداث – حوالي ثلاثة من كل أربعة – لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر، مع تضاعف المخاطر كل عقد بعد سن 55 عامًا.

كما أن الأشخاص المشمولين في الدراسة عاشوا في أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان وباكستان وأستراليا، حيث شكل الأشخاص من أصل غير أوروبي 35 في المائة فقط من المشاركين. ويمكن للدراسات المستقبلية مع عينة أكثر تنوعًا أن تساعد في توضيح أهمية النتائج. وقال الدكتور كيتنر: “من الواضح أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات المتابعة لتوضيح آليات زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.

وجاءت نتيجة رئيسية أخرى للدراسة من مقارنة الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية قبل سن الستين بأولئك الذين أصيبوا بسكتة دماغية بعد سن الستين. ولهذا، استخدم الباحثون مجموعة بيانات تضم حوالي 9300 شخص فوق سن الستين أصيبوا بسكتة دماغية، وحوالي 25000 شخص فوق سن الستين لم يصابوا بسكتة دماغية.

وقد وجدوا أن زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في فصيلة الدم “ايه” (A) أصبحت غير مهمة في مجموعة السكتة الدماغية المتأخرة، مما يشير إلى أن السكتات الدماغية التي تحدث في وقت مبكر من الحياة قد يكون لها آلية مختلفة مقارنة بتلك التي تحدث في وقت لاحق.

تعرف على أنواع السكتات الدماغية. شاهد الفيديو على الرابط:

https://youtu.be/UJ5aO4KmQ8M

وقال المؤلفون إن السكتات الدماغية لدى الشباب أقل احتمالية لأن تكون ناجمة عن تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين (وهي عملية تسمى تصلب الشرايين) وأكثر عرضة لأن تكون ناجمة عن عوامل تتعلق بتكوين الجلطات.
وقد وجدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم “بي” (B) كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 11 في المائة مقارنة بضوابط غير السكتة الدماغية بغض النظر عن أعمارهم.

وتشير الدراسات السابقة إلى أن الجزء من الجينوم الذي يشفر فصيلة الدم، والذي يسمى “موضع ايه بي” أو (ABO locus)، مرتبط بتكلس الشريان التاجي، مما يحد من تدفق الدم، والنوبة القلبية. كما ارتبط التسلسل الجيني لفصائل الدم “ايه” (A) و”بي” (B) بارتفاع طفيف في خطر الإصابة بجلطات الدم في الأوردة، والتي تسمى الخثار الوريدي. وقد نُشرت هذه الورقة البحثية في مجلة “نيورولوجي” (Neurology).

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/your-blood-type-can-affect-risk-of-an-early-stroke-scientists-discover

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *