What parents need to know about Tylenol, autism and the difference between finding a link and finding a cause in scientific research
(بقلم: مارك لوي راموس، أستاذ باحث مساعد في سياسات وإدارة الصحة، جامعة ولاية بنسلفانيا – Mark Louie Ramos)
أثارت مزاعم الإدارة الأمريكية عن وجود علاقة بين تناول مسكن الألم الأسيتامينوفين – والذي يُباع غالبًا تحت اسمه التجاري الـتايلينول (أو البنادول(1)) – أثناء فترة الحمل والإصابة باضطراب التوحد موجةً واسعة من الردود في الأوساط الطبية والعلمية(2) والصحة العامة(3).
بصفتي أبًا لطفل مصاب بالتوحد من المستوى الثاني (متوسط الشدة)(4،5) – أي التوحد الذي يتطلب دعمًا كبيرًا(6)، وباعتباري خبيرًا في علم الإحصاء أعمل بأدوات كتلك المستخدمة في دراسات العلاقات التلازمية [بين تناول مسكن الألم أثناء الحمل وإصابة الطفل بالتوحد مثلًا] التي استشهدت بها الإدارة الأمريكية، أجد من المفيد التأمل في الفروق الدقيقة بين العلاقة التلازمية وبين العلاقة السببية في الدراسات الرصدية(7). آمل أن يكون هذا التفسير مفيدًا للأمهات الحوامل وأزواجهن، الذين يهتمون، مثلي، بهناء أطفالهم النفسي.

العلاقة التلازمية غير العلاقة السببية، ولكن…
معظم الناس سمعوا بهذه العبارة، ولكنها جديرة بالذكر هنا: التلازم لا يعني السببية بالضرورة.
ومن الأمثلة الشائعة وجود علاقة تلازمية قوية جدًا بين مبيعات الآيس كريم وحوادث هجمات أسماك القرش. وبالطبع، من البديهي أن هجمات أسماك القرش لا يمكن أن تكون بسبب مبيعات الآيس كريم. بل إن الطقس الحار في فصل الصيف يزيد من الإقبال على الآيس كريم والتنزه على شواطيء البحر. كما أن زيادة عدد المتنزهين على الشاطئ تزيد بدورها من احتمالية وقوع هجمات أسماك القرش.
ومع ذلك، فإن الإشارة إلى هذا التلازم بين تناول المسكنات أثناء الحمل وبين إصابة المولود بالتوحد بحد ذاته ليس منطقيًا أو مقنعًا ولا مريحًا من الناحية النفسية عندما يتعلق الأمر بالمخاوف الطبية الواقعية، لأن العلاقة التلازمية تشير إلى احتمال وجود علاقة سببية.
مجرد الإشارة إلى أن “العلاقة التلازمية لا تعني وجود علاقة سببية” (وهي عبارة تحذيرية شائعة في مجالات العلوم المختلفة) لكنها غير كافية حين تصبح القضايا الطبية الواقعية على المحك لأن العلاقة التلازمية قد تشي بإمكانية وجود علاقة سببية.
بعبارة أخرى، بعض العلاقات التلازمية ليست كلها عشوائية أو حدثت صدفة، بل تكشف أحيانًا عن علاقات سببية. في الواقع، بعض أهم الاكتشافات في القرن الماضي في مجال الصحة العامة، مثل العلاقة التلازمية بين التدخين وسرطان الرئة أو بين فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وسرطان عنق الرحم، لاحظ الباحثون في البداية فقط علاقة تلازمية قوية بين التدخين وسرطان الرئة (بعد أن أصيب المدخنون بسرطان الرئة بمعدلات عالية حينئذ)، ومع توافر المزيد من الأدلة على ذلك، اتضح أن التدخين يُسبب سرطان الرئة بالفعل، وأن العلاقة أصبحت علاقة سببية.
حدث الشيء نفسه مع فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم: فقد تلازم الفيروس تلازمًا وثيقًا بالمرض، ثم ثبت أن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري يُمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم.
لذا، عندما يتعلق الأمر بمسألة تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل والإصابة بالتوحد، فمن المهم مراعاة مدى قوة هذه العلاقة التلازمية بينهما، وكذلك مدى إمكانية اعتبارها علاقة سببية.
إيجاد علاقة سببية
كيف يمكن للباحثين معرفة ما إذا كانت العلاقة التلاؤمية بين شيئين هي بالفعل علاقة سببية، حيث أحدهما لا بد أن يكون سببًا للآخر بالفعل، وليست علاقة تلازمية بينهما حدثت صدفةً، لإثبات العلاقة السببية، يبحث الباحثون عن أدلة قوية، مثل ما إذا كان التأثير يحدث باستمرار، وما إذا كانت هناك علاقة بين الجرعة والاستجابة (كلما زادت الجرعة زاد احتمال الإصابة)، وما إذا كانت هناك آلية بيولوجية معقولة، وما إذا كانت الدراسات التجريبية أو الطولية تُؤكِّد هذه العلاقة.
إذن، “إثبات العلاقة السببية” يعني تطوير أساليب ومعايير لإثبات أن العلاقة التلازمية المُلاحَظة ليس مجرد علاقة تلازمية اعتباطية حدث صدفةً، بل علاقة سبب ونتيجة حقيقية.
فالمعيار الأمثل أو الذهبي لذلك هو إجراء ما يُسمى بالتجارب المنضبطة المعشاة(8،9). في هذه الدراسات، يُوزّع المشاركون عشوائيًا على مجموعتين(10)؛ مجموعة تتناول العلاج وأخرى لا تتناوله، وتُضبط البيئة التي يُراقَب فيها المشاركون في التجربة بحيث يكون العامل الخارجي الوحيد الذي يختلف بين المجموعتين هو تناولهم العلاج أو عدم تناوله. وبذلك، يضمن الباحثون بشكل مقبول أن أي اختلاف في نتائج المجموعتين يُعزى مباشرةً إلى تناول العلاج. أي أن أي علاقة بين تناول العلاج وبين النتيجة يُمكن اعتبارها علاقة سببية.
بهذا، يضمن الباحثون بشكل منطقي أن أي اختلاف في نتائج المشاركين يُمكن أن يُعزى مباشرةً إلى تناول العلاج. أي أن أي علاقة تلازمية بين العلاج والنتيجة يُمكن اعتبارها علاقة سببية.
بيد أنه غالبًا ما يكون إجراء مثل هذه التجربة مستحيلًا أو غير أخلاقي أو كليهما. على سبيل المثال، من شأن حشد مجموعة من الحوامل لإجراء تجربة مثل هذه أن يكون مستحيلًا، وكذلك سيصبح الطلب عشوائيًا من نصف المجموعة تناول مسكن الألم، الأسيتامينوفين، غير أخلاقي تمامًا، أو أي دواء آخر دون سبب معين، والطلب من النصف الآخر بعدم تناوله.
لذا، عندما تكون التجارب غير ممكنة، فإن البديل هو وضع افتراضات منطقية عن كيف تبدو بيانات الرصد في الواقع الخارجي (التي تُركز على ما يحدث طبيعيًا في العالم الواقعي) إذا كانت العلاقة التلازمية علاقة سببية، ثم التحقق من توافق البيانات مع هذه الافتراضات السببية. فإذا لم تتطابق، فقد تكون العلاقة المُلاحظة مجرد علاقة تلازمية، لا سببية. يمكن الإشارة إلى هذه الطريقة على نطاق واسع على أنها عملية استدلال سببي رصدي (عملية استخلاص استنتاجات السبب والنتيجة دون تجارب) لتحديد ما إذا كانت س تُسبب ص بالفعل، وليس مجرد حدوث س بالتزامن مع حدوث ص(11).
في هذه الحالة، يلجأ الباحثون إلى بيانات الرصد (التي تُركز على ما يحدث طبيعيًا في العالم الواقعي، أي بيانات واقعية، من مثل الاستبانات، والسجلات الطبية، لا بيانات من تجارب منضبطة). ثم يُطبقون أساليب إحصائية وافتراضات منطقية “لاستنتاج” ما إذا كان أحد العوامل سببًا لعامل آخر بالفعل [مثلًا، ما إذا كان تناول المسكنات أثناء الحمل يسبب التوحد].
تحليل دلالات الدراسات
إذن، كيف ينطبق هذا على الجدل الدائر حاليًا حول احتمال تأثير تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل في الجنين بطريقة قد تؤدي إلى إصابتة بمرض أو اضطراب، مثل التوحد؟
كيف يقرر الباحثون الذين يحاولون فهم العلاقات السببية أو التلازمية بين أحد المتغيرات والمخرجات الصحية المحتملة ما إذا كانت هذه العلاقة سببية أو فقط تلازمية وذلك بالنظر في: 1) قوة واتساق العلاقة التلازمية عبر محاولات متعددة لتقدير حجم هذا التلازم ومدى اتساقه عبر هذا الرصد، و2) مدى مثل هذا التلازم الملاحظ في ظل أطر الاستدلال السببي الرصدي لاستبعاد التفسيرات الأخرى. فإذا كان التلازم قويًا، ويلاحظ اتساق ظهوره مرارًا وتكرارًا في دراسات أو مجموعات متعددة، ويكون صامدًا ومتسقًا في ظل أساليب الاستدلال السببي الدقيقة بحثًا عن تفسيرات أخرى، فمن المرجح أن تكون العلاقة سببية.
منذ عام 1987، عمل الباحثون على دراسة ما إذا كان هناك علاقة تلازمية محتملة بين تناول مسكن الآلم الأسيتامينوفين (تايلينول / باراسيتامول / باندول) أثناء الحمل والإصابة بالتوحد. وقد توصل عدد من هذه الدراسات، بما في ذلك عدة مراجعات منهجية كبيرة(12) (دراسة المراجعة هي دراسة جمعت وحللت نتائج عدة دراسات صغيرة)، إلى أدلة على وجود مثل هذه العلاقة التلازمية. أي أن هناك علاقة تلازمية، لا سببية، بين المعدلات العالية من الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الأسيتامينوفين أثناء الحمل.
بعبارة أخرى لم يُثبت بعد بشكل قاطع أن تناول الأسيتامينوفين يسبب التوحد. فقد تكون هناك عوامل أخرى كانت السبب وراء عدم قطع الباحثين بالعلاقة السببية.
ومن تلك العوامل، عوامل التشويش أو الإرباك (ما يعرف بالعامل المخالط (مثل: حالة الأم الصحية أو بسبب تناول أدوية أخرى)(13) وانحياز الاستدعاء(14) وعدم الاتساق في النتائج بين هذه الدراسات، كما لا يوجد قطع حتى الآن بخصوص وجود تأثير للدواء في تطور ونمو دماغ الجنين (وبالتالي يسبب اضطرابات النمو العصبي، مثل التوحد).
بالإضافة إلى تلك الأسباب، هناك أسباب أخلاقية تمنع من تجربة الدواء على فريق من الحوامل. بالرغم من أن الباحثين قد يلاحظون وجود علاقة محتملة، لكن نتيجةً لهذه العوامل السابقة لا يستطيعون استبعاد تفسيرات أخرى. ولهذا يحتاطون ويقولون “بوجود علاقة تلازمية” ، ولا يقطعون علاقة سببية.
على سبيل المثال، بينت مراجعة أُجريت عام 2025 لـ 46 دراسة بحثت في العلاقة بين تناول الأسيتامينوفين ومجموعة من اضطرابات النمو العصبي، بما فيها التوحد، وجدت تلك المراجعة من بين تلك الدراسات، أن 27 دراسة قد أفادت بوجود علاقة تلازمية إيجابية (علاقة تلازمية ذات دلالة إحصائية بين مسكن الألم هذا وبين اضطرابات النمو العصبي)، و9 دراسات منها لم تجد علاقة تلازمية ذات دلالة إحصائية، وأشارت 4 دراسات منها إلى وجود علاقة تلازمية سلبية (تأثير وقائي لمسكن الألم).
معظم الدراسات في هذه المراجعة أفادت بوجود علاقة تلازمية إيجابية، بشكل عام، بين تناول الأسيتامينوفين في فترة الحمل وبين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب طيف التوحد، أو اضطرابات النمو العصبي لدى النسل.
في إحدى هذه الدراسات، التي أدرجت فيها 73,881 ولادة، وجد الباحثون أن الأجنة الذين تعرضوا للأسيتامينوفين كانوا أكثر احتمالًا للإصابة باضطرابات طيف التوحد الخفيف أو السريري تُقدر بنسبة 20٪. أما دراسة أخرى، والتي ادرجت 2.48 مليون ولادة، فقد أفادت بوجود علاقة تلازمية تُقدر بنسبة 5٪ فقط، وهي نسبة أقل من الأولى بكثير. ما تُظهره نتائج هاتين الدراستين أن النسب غير متسقة (فواحدة تثبت وجود علاقة تلازمية أقوى، والأخرى أضعف).
تُعد دراسات المراجعة هذه مهمة في المجال الطبي، لأن نتائج دراسة صغيرة واحدة قد تكون مضللة؛ بينما تُعطي مراجعة دراسات كثيرة معًا صورة أوضح للنتائج.
مع ان نسبتي الدراستين المذكورتين أعلاه متباينتين بشكل كبير، إلا أن كلتا هاتين النسبتين تعتبران منخفضتين نسبيًا. وللتوضيح، تراوحت تقديرات نسيبة الاحتمال المرتفع للإصابة بسرطان الرئة الناجم عن التدخين في خمسينيات القرن الماضي بين 900% و1900%. أي أن احتمالية إصابة المدخن بسرطان الرئة أعلى من إصابة غير المدخن بسرطان الرئة بعشر إلى عشرين مرة.
وبالمقارنة، في دراستين عن التوحد أعلاه، فإن احتمالية إنجاب المرأة الحامل التي تتناول الأسيتامينوفين لطفل يُشخص لاحقًا بالتوحد أعلى بـ 1.05 إلى 1.20 مرة (أي بحوالي أكثر من مرة واحدة بقليل) من احتمال إنجاب المرأة، التي لا تتناول هذا الدواء، طفلًا مصابًا بالتوحد.
من الأمور المهمة أيضًا مراعاة أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في مدى قدرة الدراسة على تقدير العلاقة التلازمية. بشكل عام، كلما كان حجم العينة (من حيث عدد الأفراد) أكبر، كانت أفضل في الكشف عن وجود علاقة تلازمية إن وُجدت، بالإضافة إلى دقة أفضل في تقدير قوة العلاقة التلازمية. هذا لا يعني أن الدراسات التي تستخدم فيها حجم العينة أصغر غير صحيحة، بل يعني فقط أنه من منظور إحصائي، الباحثون، من أمثالي، يعولون أكثر على العلاقة التلازمية المستمدة من حجم العينة الأكبر.
بمجرد إثبات وجود علاقة تلازمية – حتى لو كانت ضعيفة – يجب على الباحثين دراسة مدى إمكانية ادعاء أنها علاقة سببية. إحدى طرق اثبات ما إذا كانت العلاقة سببية هي ما يُسمى بتحليل العلاقة بين الجرعة والاستجابة: أي معرفة ما إذا كان احتمال الإصابة يرتفع بارتفاع مستوى (تركيز) جرعة الأسيتامينوفين. أي هل هناك علاقة طردية بين مستوى الجرعة التي تتناولها الحوامل وارتفاع احتمال إصابة أطفالهن بالتوحد. فإذا لوحظت هذه العلاقة الطردية، فإنها تعزز فرضية العلاقة السببية، لأنه كلما زاد التعرض لـ الأسيتامينوفين، زاد التأثير، وهو ما لا يمكن تفسيره على أن هذه العلاقة حدثت صدفةً.
أثبتت الدراسة المذكورة أعلاه، والتي شملت 2.48 مليون ولادة(15)، مثالًا على تحليل العلاقة الطردية بين تركيز الجرعة والاستجابة. وقد وجدت الدراسة أن النساء الحوامل، اللاتي أبلغن عن تناولهن جرعات أعلى، لديهن نسبة احتمال أعلى لإصابة أطفالهن بالتوحد.
هناك طريقة أخرى لدراسة العلاقة السببية المحتملة في هذا السياق، وهي مقارنة أشقاء الطفل بالتوحد من حيث امكانية اصابتهم بالتوحد(16). وهذا ما أجرته الدراسة نفسها، وذلك لأن العائلة تشترك في الكثير من العوامل الجينية، والبيئة المنزلية، ونمط الحياة، وسلوكيات الوالدين. وهذا من شأنه أن يساعد على ضبط التأثيرات المربكة في النتيجة، وذلك لأن الكثير من هذه العوامل المؤثرة ثابتة ضمن العائلة.
تناول الباحثون مدى استمرار العلاقة التلازمية بين تناول الأسيتامينوفين والإصابة بالتوحد في العائلة التي لديها أكثر من طفل. في عائلة لديها طفلان، مثلًا، إذا تناولت الأم الأسيتامينوفين أثناء الحمل بأحد الطفلين وشُخِّص هذا الطفل لاحقًا بالتوحد، لكنها لم تستخدمه خلال الحمل بالطفل الثاني ولم يُشخَّص هذا الطفل بالتوحد، فإن ذلك يُعزز الادعاء بوجود علاقة سببية بين مسكن الألم والإصابة بالتوحد.
أما إذا تناولت الأم الأسيتامينوفين خلال حملها بالطفل الذي لم يُشخَّص لاحقًا بالتوحد ولم تتناوله خلال حملها بالطفل الذي شُخِّص بالتوحد، فإن ذلك يُضعف من الادعاء بوجود علاقة سببية. ولكن إذا ثبت وجود علاقة تلازمية حتى في داخل الأسرة الواحدة، فهو دليل قوي على وجود علاقة سببية. أما إذا اختفت هذه العلاقة التلازمية في الدراسة التي قارنت بين الأشقاء، فلابد أن تكون هذه العلاقة التلازمية الأصلية ناجمة عن عوامل خارجية أخرى، وليست بسبب مسكن الألم نفسه.
حين أدرج الباحثون تحليلاً أكثر دقة (مثل المقارنة بين الأشقاء أو ضوابط أخرى لعوامل الإرباك)، لم يلاحظ وجود علاقة تلازمية بين الإستجابة وجرعة الدواء في احتمال الاصابة بالتوحد، بل واختفى أيضًا الارتفاع الإجمالي في نسبة احتمال الإصابة بالتوحد المقدرة بـ 5% المذكورة سابقًا. وهذا يُضعف من الادعاء بوجود علاقة سببية.

استشيري طبيبك
في الوقت الحالي، من الواضح أنه لا توجد أدلة كافية لإثبات وجود علاقة سببية بين تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل والتوحد. بمعنى آخر، اختفت العلاقة التلازمية الظاهرة بين تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل والاصابة بالتوحد بمجرد أن أُخذت عوامل التداخل (الإرباك) في الاعتبار.
من الواضح أنه لا توجد أدلة كافية لإثبات وجود علاقة سببية، وهذا يعتبر استنتاج توخَ فيه الباحثون الحذر أو لزموا الاحتياط. حتى الآن، لم تثبت الأدلة العلمية أن تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل يُسبب التوحد.
طبيعي أن الكل يرغب في أن يكون مطمئنًا بشكل تام بعدم وجود علاقة سببية بين تناول مسكن الألم أثناء الحمل والإصابة بالتوحد، لكن هذا غير ممكن حين يتعلق الأمر بتناول الأسيتامينوفين، حيث لا دليل على تلك العلاقة السببية على الأقل في الوقت الحالي.
لا تتخذي قراراتك الطبية بناءً على نتائج هذه الدراسات فقط. نتائج الدراسات حتى الآن ليست حاسمة بما يكفي لإثبات العلاقة السببية بين الأسيتامينوفين أثناء الحمل والتوحد.
دائمًا استشيري طبيبكِ (وخاصةً طبيب النساء والتوليد) فإنه على دراية بنتائج مثل هذه الدراسات، كما أنه على اطلاع بتاريخكِ الصحي الشخصي واحتياجاتكِ. لذا فهو في وضع أفضل بكثير لتقييم مخاطر وفوائد تناول مسكنات الألم بالنسبة لك شخصيًا. وحتى يحسم العلم رأيه في العلاقة بين تناول مسكنات الألم أثناء الحمل والإصابة بالتوحد، على الحامل الاعتماد على رأي طبيبها فقط، ولا تحاول تفسير نتائج ما ينشر من دراسات بنفسها.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.whitehouse.gov/articles/2025/09/fact-evidence-suggests-link-between-acetaminophen-autism/
2- https://www.statnews.com/2025/09/22/trump-autism-tylenol-leucovorin-what-science-says/
3- https://www.who.int/news/item/24-09-2025-who-statement-on-autism-related-issues
4- https://www.psu.edu/news/health-and-human-development/story/concerned-father-statistician-develops-software-improve-skills
5- https://altibbi.com/مقالات-طبية/الامراض-العصبية/درجات-التوحد-ومستوياته-8119
6- https://www.autismspeaks.org/levels-of-autism
7- https://adnan-alhajji.blogspot.com/2025/09/blog-post_46.html?m=1
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/تجربة_منضبطة_معشاة
9- https://www.jpurol.com/article/S1477-5131(24)00617-X/fulltext
10- https://theconversation.com/what-is-a-clinical-trial-a-health-policy-expert-explains-137221
11- https://bmcmedresmethodol.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12874-023-02058-5
12- https://www.cureus.com/articles/84979-a-systematic-review-of-the-link-between-autism-spectrum-disorder-and-acetaminophen-a-mystery-to-resolve
13- https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_مخالط_(إحصاء)
14- https://ar.wikipedia.org/wiki/انحياز_الاستدعاء
15- https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2817406
16- https://theconversation.com/paracetamol-pregnancy-and-autism-what-the-science-really-shows-265875
17- https://yourlocalepidemiologist.substack.com/p/tylenol-and-autism-what-parents-deserve
