الإصرار يحول التحديات إلى نجاح: قصة طالب ملهمة من واقع الحياة – بقلم علي عبد المحسن الجشي

{ قصة طالب مبدع: كيف تصنع النجاح بالجدية والسؤال والثقة بالنفس؟ }

كثيرًا ما نسمع عن أشخاص بدأوا بدايات متعثرة، لكنهم استطاعوا أن يحوّلوا ضعفهم إلى قوة. ومن أجمل هذه القصص ما رواه لي المهندس رضي عن بداياته في معهد التدريب الصناعي بشركة أرامكو في أوائل السبعينات.

بعد أن أنهى شهادة الكفاءة المتوسطة، التحق رضي بالمعهد حيث يخضع الطلاب لنظام صارم: دراسة سبعة مستويات من اللغة الإنجليزية، مع مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتدريب المهني. وكان التفوق شرطًا للاستمرار، بينما يُحوَّل الضعفاء إلى أعمال أقل.

في بداياته، تعثّر رضي كثيرًا، حتى استدعاه أحد المدرسين وقال له بصرامة:
«أنت لا تصلح للدراسة، الأفضل أن تذهب للعمل قبل أن تُفصل».

قد تكسر مثل هذه الكلمات عزيمة أي طالب، لكنها عند رضي كانت بداية التحول.

الجدية وعدم التهاون

أخذ رضي كلام المدرس على محمل الجد. لم يعتبره إهانة، بل إنذارًا يستحق أن يغيّر من نفسه. فحوّل غرفة مظلمة في بيتهم إلى مكان مخصص للمذاكرة، نظّفها، أصلحها، وأوصل إليها الإنارة. ومن هناك بدأ يذاكر بانتظام، ويحضّر لدروسه وكأن مستقبله كله يعتمد على ذلك.

وهكذا تعلم أن الجدية ليست خيارًا، بل هي شرط أساسي لأي نجاح.

طرح الأسئلة مفتاح الفهم

في البداية كان رضي يشعر أن عقله مغلق، لا يفهم شيئًا مما يشرحه المعلم. لكن عندما بدأ يراجع دروسه مسبقًا – حتى لو لم يفهمها تمامًا – تغيّر الموقف. أصبح عندما يحضر الحصة يلتقط ما يشرحه المدرس، وتخطر بباله أسئلة يطرحها دون تردد. ومع كل سؤال كان الغموض يزول، والفهم يزداد.

لقد اكتشف رضي أن طرح الأسئلة التوضيحية ليس ضعفًا، بل هو أقوى وسيلة لبناء الفهم العميق.

بناء الثقة بالنفس

مع مرور الوقت بدأ رضي ينجز واجباته بإتقان ويحقق درجات مرتفعة. لاحظ المدرسون جهده فشجعوه، ومع كل خطوة ناجحة زادت ثقته بنفسه. هذه الثقة لم تأتِ من فراغ، بل من جهد متواصل، وصبر، وإيمان بأنه قادر على التغيير.
استمر حتى أنهى المستوى السابع بامتياز، ثم ابتُعث إلى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة الميكانيكية، حيث تخرج بمرتبة الشرف. وبعد عودته تدرج في عمله حتى أصبح مشرفًا على قسم الصيانة.

الدرس المستفاد

قصة المهندس رضي تلخص ثلاث حقائق أساسية لكل طالب ومتعلم:
• خذ الأمور بجدية: التهاون في البدايات يضيّع المستقبل.
• اسأل لتفهم: فالسؤال الصادق يفتح أبواب العلم أكثر من أي ذكاء فطري.
• ثق بنفسك مهما كانت البداية ضعيفة: النجاح ليس صدفة، بل ثمرة جهد وإصرار.

[إنها رسالة واضحة: لا تدع الظروف أو الكلمات المحبطة تحدد مصيرك. فالجدية، وطرح الأسئلة، والثقة بالنفس قادرة على تحويل أي بداية متعثرة إلى قصة نجاح].

المهندس علي الجشي

تعليق واحد

  1. حسن عبدالمنعم آل يحيى

    قصة نجاح رائعة وفي الوقت المناسب
    ما شاء الله

اترك رداً على حسن عبدالمنعم آل يحيى إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *