Missing the Most Obvious
{حين تُسرق الحقيقة أمام أعيننا}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي وبتصرف من قبل الكاتب]
في كثير من الأحيان، نصبح عميانًا لدرجة أننا لا نرى الأمور الكبرى، وهي أمام أعيننا.
دعوني أروي لكم قصة توضح هذه الفكرة:
في أحد الأيام، وبعد نهاية يوم عمل طويل، كان عامل في مصنع يغادر مقر عمله وهو يدفع عربة يدوية باتجاه البوابة. داخل العربة كان هناك صندوق صغير مثير. أوقفه الحارس وسأله: “ماذا تحمل في العربة؟”
أجاب العامل: “صندوق صغير”. فسأله الحارس: “وما الذي بداخل الصندوق؟” فقال العامل: “نشارة الخشب المتناثرة على الأرض. في نهاية كل يوم نقوم بجمعها ثم تُرمى. وأنا بحاجة لبعضها، فوضعتها في هذا الصندوق وآخذها معي إلى المنزل”.
نظر الحارس داخل الصندوق، ووجد أنه بالفعل يحتوي على نشارة خشب فقط، فسمح له بالمرور. واستمر هذا المشهد يتكرر لعدة أيام. كل يوم يدفع العامل عربته، فيوقفه الحارس ويسأله عن محتويات الصندوق، ويجيبه العامل بأنه نشارة خشب، فيُسمح له بالمرور.
لكن في اليوم الخامس، تغلب الفضول على الحارس، فقال: “لدي شعور بأنك تخفي شيئًا. فقط أخبرني بما تسرقه ولن أبلغ عنك”. ابتسم العامل وقال: “حسنًا، أنا أسرق العربات اليدوية”.
لقد كان الحارس منشغلاً بالصندوق الصغير لدرجة أنه لم ينتبه أبدًا إلى العربة نفسها.
ولكن عندما يكون “سارقو العربات” هم أصحاب السلطة، فإن العواقب تكون أشد وأخطر. إذ قد يستخدمون أساليب متعددة لصرف الأنظار عن القضايا الحقيقية، وللحفاظ على قبضتهم على السلطة.
تأمل كيف يُمارس النفوذ في عالمنا؛ أحيانًا يكون بوضوح، حيث يفرض السارقون إرادتهم باستخدام سلطتهم. لكن في أحيان كثيرة، يكون بشكل أكثر مكرًا، من خلال مزيج من التلاعب، والإثارة، والخداع، والإجبار.
قد يقومون بصياغة روايات تُبرر أفعالهم، ويستخدمون الدعاية لتشكيل الرأي العام، أو يفرضون الخوف والتهديد لإسكات الأصوات المعارضة.
قد يسرقون قوتك باسم السلام والاستقرار، بينما يقدمون لك الضعف والتبعية.
قد يسرقون سلامك بزرع الخوف في النفوس.
قد يسرقون حياءك بتزييف السيطرة على أنها حرية.
قد يسرقون كرامتك بسياسات تُجردك من إنسانيتك.
قد يسرقون صحتك بحلول زائفة تضر بك أكثر مما تنفعك.
قد يسرقون ثروتك باستغلال مواردك وجهدك.
قد يسرقون روحك برغبات ومشتتات تبعدك عن هدفك الحقيقي.
قد يسرقون واقعك بسرديات مشوهة تُشكل وعيك وإدراكك.
قد يسرقون الحقيقة، ويستبدلونها بأكاذيب ودعاية تُبقيك في حالة من الحيرة والضياع.
وربما أفضل وسيلة لحماية أنفسنا من هؤلاء السارقين هي أن نتراجع خطوة، ونبحث عن “العربة اليدوية”.
تذكّر، كثيرًا ما نصبح عميانًا لدرجة أننا لا نرى الأمور الكبيرة.
فما هي العربات التي لا نراها اليوم؟

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:
https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:share:7358595451878617089/
مقال رائع كما عودتنا مهندسنا العزيز وبوركت أناملك 🌹
اخب العزبز ابو احمد هذا يفتح نافذة على واحدة من أعمق حقائق الاجتماع البشري: أن النفوذ ليس دائمًا نتاج القوة الظاهرة، بل كثيرًا ما ينساب في الخفاء، كالماء الذي يتسلل بين الشقوق. في صورته الصريحة، يكون النفوذ صاخبًا، يُعلن عن نفسه بسطوة المال، أو قوة السلاح، أو سلطة المنصب، حيث يُجبر الناس على الخضوع كما يُجبر النهر السفينة على مجرى بعينه. أما في صورته الخفية، فهو لعبة أكثر تعقيدًا؛ يلبس قناع الحكمة أو النصح، يزيّن طريقًا ويشوّه آخر، ويستخدم عواطف البشر,خوفهم، طموحهم، حبهم، أو حتى إحساسهم بالذنب, كخيوط يحرك بها مسرح المشهد.والمفارقة أن النفوذ الخفي، برغم نعومته، قد يكون أشد رسوخًا من العلني، لأنه يتغلغل في وعي الناس، حتى يتوهموا أنهم هم من اختاروا الطريق، بينما القرار الحقيقي صُنع في مكان آخر.