[رحلة حنين الى قلعة القطيف: المشهد الثامن]
“حين تمشي العروس على أرضٍ تحفظ خُطاها”
في قلعة القطيف،
العُرس ليس مناسبة عابرة… بل طقس من طقوس الأرض،
يبدأ قبل الزفّة بأيام،
حين تُشمّر الأمهات عن أكمام الفرح،
وتُنقع الحنّاء في الماء،
وتُفتح الأبواب لزغاريدٍ تحفظها الجدران كما تحفظ الدعاء.
العروس لا تمشي وحدها…
تمشي معها نساء الحارة، بنخوةٍ تشبه زهو النخيل،
ويُفرش لها الممر بالخوص والعطر،
وتُحمل هديّتها على رؤوس البنات…
صندوقٌ من خشب الساج،
وفيه كل ما تتزيّن به نجمة الليلة.
الزفّة تمرّ من الأزقة،
ويخرج الرجال من مجالسهم،
يتبسّمون، يُباركون، ويهمسون:
“ما شاء الله، بنت فلان… كانت تلعب هنا أمس، واليوم تُزفّ”
كل شيء بسيط… لكنه عميق.
زينة على الجدران،
صوت العود من داخل أحد البيوت،
ورائحة بخور تختلط برائحة التمر.
في آخر الزفّة،
تدعو الجدة للعروس بدعاء قديم:
“الله يجعل دربش خضر، مثل نخلة تطول وتظلل”
