تاريخ حملات التنقيب عن الاثار في القطيف التاريخية (الجزء الخامس) – بقلم صادق علي القطري

عندما نتحدث عن القطيف التاريخية فنحن نتحدث عن منطقة شاسعة تمتد من الشمال من حدود البصرة (في العراق حاليا) الى عمان في الجنوب ومن الاحساء في الغرب الى جزر الخليج في الشرق (البحرين تاروت دارين وغيرها) اي المنطقة الشرقية بأكملها من المملكة العربية السعودية.

هذه المنطقة الشاسعة من الأرض وموقعها الاستراتيجي الواقعة بين مراكز الحضارات القديمة جعلها تتبوأ وتلعب أدوارا حيوية في تاريخ الحضارات القديمة، فمن الشمال تقع حضارات بلاد الهلال الخصيب متمثلة بحضارة ما بين النهرين (حضارة بلاد الرافدين) وحضارة بلاد الشام وسواحل البحر المتوسط (حضارة الفينيقيين واليونانيين) ومن الجنوب ممالك وحضارات شبة الجزيرة العربية ومن الشرق حضارة بلاد فارس ومن خلفها حضارات بلاد الهند والسند والحضارات الاسيوية الاخرى. فهي حضارة قديمة يعود تاريخها لأكثر من 3500 عاما قبل الميلاد.

وفي هذا الجزء من سلسة التوثيق لتاريخ حملات التنقيب عن الاثار في القطيف التاريخية سنتطرق الى الاعمال التنقيبية والمكتشفة قي المواقع التالية:

• موقع الدفى
• تل الربيعية
• العقير
• يبرين
• سبخة الظبطية
• جوف طويلع

موقع الدفي

في عام 1983م قصد محمد صالح منطقة الجبيل وذلك بهدف كتابة تقرير عن المواقع الأثرية الموجودة داخل حدود المنطقة نتج عنه كتابة تقريره لتبيان أهمية المواقع المكتشفة في المنطقة، فقد كان لموقع الدفى المسجل يرقم (162/208) لدى إدارة الآثار والمتاحف السعودية الموصي به لأجراء عمل آثاري إنقاذي الا ان التقرير لم ينشر ولكن بإمكان الرجوع الى وكالة الاثار والمتاحف للاطلاع الى ما ورد فيه.

وفي عام 1988م وكنتيجة للتوصية المذكورة أعلاه، قام فريق آثاري من وكالة الآثار والمتاحف بتنفيذ حفرية إنقاذيه في الموقع، نشر تقريراً عنها. دلّ التقرير على أن العمل قد نُفذ في منطقة تبلغ مساحتها 10×12م، والتي أسفر الحفر فيها عن ظهور جدران مبنية بالحجارة الشبيه بها وجد في موقع ثاج الأثري، وفسرت على أنها جزء من معبد وثني قديم، ومجموعات كبيرة من كسر الآنية الفخارية، ومجموعة من المجامر، وأدوات حجرية، ومجموعة من الخرز، وأدوات معدنية وخشبية وزجاجية.

وفي عام 1991م قام عبدالله بن عبد الرحمن الدوسري بمسح للموقع خلاله نفذ عدداً من الأسبار الاختبارية. وقد أدرج نتائج عمله في رسالته للدكتوراه التي أنجزها في نفس العام.

اما في عام 1993م فقد قام فؤاد العامر بزيارة للموقع حينما كان يعد رسالته للماجستير حول مادة الآنية الفخارية المكتشفة حيث تمكن من الحصول على المادة التي اكتشفها فريق وكالة الآثار والمتاحف إبان عمله المذكور والمكونة من مجموعة كبيرة من الآنية الفخارية، وعدد من المجامر، ومجموعة من المجسمات الفخارية الحيوانية والآدمية وانجز رسالته للماجستير في عام 1996م وأدرجت ضمن الرسائل في قسم الآثار والمتاحف في كلية الآداب في جامعة الملك سعود.

تل الربيعية

نشر في عام 1993م تقرير للأعمال النتقيبية الي تمت في موقع تل الربيعية في جزيرة تاروت بواسطة علي بن صالح المنغم يحتوي على خلاصة الحفريات بمقبرة الموقع التي قام بها ناشر التقرير حيث وصف المادة الاثرية المكتشفة وتحدث عن عمارة المقبرة ذات الصلة. والتقرير يشتمل على معلومات جديدة، ومهمة للباحث، والتي لا توجد في سواه، ولعل من أهم نتائجه العثور على جرار فخارية تحتوي على رماد لجثث حرقت بعد موتها وأودع رمادها في تلك الجرار التي دفنت في المقابر.

موقع العقير

بين عامي 1992م و1993م تم انجاز الموسم التنقيبي في موقع العقير والتي تم فيه الوقوف على التلال الاثرية المسجلة لدى وكالة الآثار والمتاحف، تشمل التلال التي تحاذي الساحل شمال مبنى الخان، ومنطقة التلال الأثرية المحيطة ببرج أبو زهمول بطول من الشمال إلى الجنوب 1كم، وبعرض 1/2 كم. عمل الفريق على رفعها مساحياً؛ وبعد المعاينة قرر الفريق اختبار المنطقة الغربية، وهي تلال أثرية مرتفعة مغطاة بكثبان رملية.

وبعد العمل المسحي الميداني حيث اختير تل مميز في الجهة الشمالية الغربية والذي اطلق عليه اسم (أبو زهمول شمال غرب). واستند الخيار إلى مساحة التل، وارتفاعه الذي يصل إلى 9.7م، ووجود دلائل أثرية كالفخار والزجاج وأساسات المباني([61]). وتم تنقيب حوالي عشرين مربعاً([62])، واستمر العمل [من June 23,1992 إلى August 1, 1992]، وأقاد العمل إلى اكتشاف مواد أثرية تعود إلى الفترة العباسية المبكرة ومجموعة أخرى تعود إلى القرن العاشر الهجري.

موقع يبرين

قامت وكالة الآثار والمتاحف بمسح المواقع الأثرية في واحة يبرين في المنطقة الشرقية في عام 1993م حيث نتج عن هذا المسح اكتشاف العديد من مواقع المدافن الركامية مثل مدافن الصمان وتشمل خمسة أنماط؛ مدافن برق السمر، والنعائم، والظبطية، وأم النصي، والجوامير، والطويرق، والدبلانيات، والقباليات. واتضح من التنقيب أن هذه المقابر تعود إلى فترات زمنية مختلفة ربما أن أقدمها يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وأحدثها يعود إلى القرون الميلادية.

موقع سبخة الظبطية

وتقع سبخة الظبطية في المنطقة الشرقية على بعد 50كم إلى الجنوب الغربي من موقع ثاج. تم مسحها من قبل وكالة الآثار والمتاحف عام 1999م حيث نشر تقرير لنتائجه حيث أشار الى وجود عدد كبير من المقابر الركامية والمنشآت الحجرية. عُثر على ظهور الهضاب المحيطة بها على ما يزيد على الألف مدفن ركامية، صنفها فريق المسح في سبعة أنماط.

موقع جوف طويلع

ويقع جوف طويلع على بعد 190كم عن ثاج, يحتوي على منشأة حجرية ظُن أنها حصن قديم ولكن تبين أنها غير ذلك. قام فريق من الوكالة بمسح ميداني لموقع جوف طويلع وحصنها القديم، ونشر نتائجه في مقال نُشر عام 1992م.

ويوجد حول الحصن القديم عدد من الآبار التي رُدم بعضها ونتج عن مسح الموقع من جهاته الأربع التعرف على عدد من مواقع المدافن الركامية. فعلى بعد 15كم شرق جوف طويلع عُثر على حقل مدافن بتلال كبيرة، وعلى بعد 630م إلى الشمال الشرقي من جوف طويلع عُثر على حقل مدافن آخر، وحقل آخر على طول الهضبة المرتفعة في شمال شرق جوف طويلع، ومجموعة من المدافن الجماعية التلالية على هضبة أخرى، وحقل آخر على هضبة في قلب الوادي، ومدافن أخرى على هضبة ثانية. كما اسفر المسح عن جمع 260 كسرة حجرية وفخارية، وكسر من الحجر الصابوني. وارخ الجميع إلى ما قُبِيل الإسلام والفترات الإسلامية المبكرة.

ملاحظة: يجب التنويه ان معظم مصادر المقالة مستقاة من المصادر التي تم جمعها على يد الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن سعود بن جارالله الغزي أستاذ كلية السياحة والآثار قسم الآثار في جامعة الملك سعود التي جمعها في وثيقة واحدة باسم ” المصادر الإثارية لدراسة التاريخ القديم للمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية” والتي وثقها ونشرها في عدة مقالات في جريدة الرياض في عام 1996م وتم إعادة صياغتها للفائدة مع ارفاق المصدر الرئيسي.

المهندس صادق علي القطري

المصادر:
• http://dhahranhistory.blogspot.com/2012/11/blog-post_5787.html
• https://www.qatifscience.com/?p=22802
• 22828 https://www.qatifscience.com/?p=
• https://www.qatifscience.com/?p=22857
• https://www.qatifscience.com/?p=22877
• https://www.latimes.com/archives/la-xpm-1992-02-05-mn-1192-story.html
• https://www.pbs.org/wgbh/nova/ubar/zarins

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *