تغيير خفي في عينيك قد يكون أول علامة على فقدان السمع – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

A Hidden Change in Your Eyes Could Be The First Sign of Hearing Loss
 (CARLY CASSELLA – بقلم: كارلي كاسيلا)

ملخص المقالة:

أظهرت دراسة جديدة في جامعة تورنتو ومعهد روتمان للأبحاث في كندا أن الطريقة التي ‘يستمع بها‘ بعض الأشخاص بأعينهم بشكل طبيعي يمكن أن تكشف عن العلامات المبكرة لفقدان السمع. ولكن مشكلة الاختبار المستخدم في الدراسة هي أنه يلاحظ فقدان السمع لدى شخص بعد حوالي عقد أو عقدين من ظهور العلامات الأولى. ومن المحتمل أن يجد الباحثون طريقة أفضل. [الإستماع بالأعين مصطلح يعني شدة الإنتباه والإهتمام بالتفاصيل].

( المقالة )

أظهرت دراسة جديدة أن الطريقة التي ‘يستمع بها‘ بعض الأشخاص بأعينهم (شدة الإنتباه والإهتمام بالتفاصيل) بشكل طبيعي يمكن أن تكشف عن العلامات المبكرة لفقدان السمع.

وعادة، عندما يقوم ممارس صحي باختبار مريض ما بحثًا عن مشاكل في السمع، فإنه يقوم بفحص أذنيه. ويُطلق على جهارة الصوت (قوة الصوت) الذي يدرك فيه المرضى لأول مرة نغمة نقية عتبة السمع الخاصة بهم، وإذا كان هذا الحد الأقصى مرتفعًا جدًا، فقد يشير ذلك إلى الحاجة إلى أدوات مساعدة للسمع.

مصدر الصورة: news.harvard.edu

ومع ذلك، فإن مشكلة هذا الاختبار هي أنه يلاحظ فقدان السمع لدى شخص بعد حوالي عقد أو عقدين من ظهور العلامات الأولى.  ومن المحتمل أن يجد الباحثون في جامعة تورنتو ومعهد روتمان للأبحاث في كندا طريقة أفضل.

فمن خلال مراقبة عيون المشاركين بعناية أثناء الاستماع إلى الكلام، حدد عالم النفس (طالب الدراسات العليا) إريك كوي وعالم الأعصاب الإدراكي البروفيسور بيورن هيرمان علامة منبهة لصعوبة السمع. وكلما واجه الشخص صعوبة في السمع، كلما كانت نظرته أكثر ثباتا.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن العيون لا تتحرك كثيراً عندما يفكر الناس بجدية. فعلى سبيل المثال، عندما يقوم شخص ما باختبار ذاكرته، تميل حركات عينه إلى الانخفاض، كما لو كان يحدق في مكان ما في الفضاء. وأظهر كوي والبروفيسور هيرمان الآن أن هذا ينطبق أيضًا على أعين المستمعين الذين يبذلون جهدًا إضافيًا للسماع.

وقد تضمنت الدراسة ثلاث تجارب، حيث استمع شباب بالغين، الذين يعتقدون أن سمعهم صحي، إلى الأصوات بمستويات مريحة بينما كانت ذقونهم مستندة على حافة أمام شاشة الكمبيوتر. وتم تسجيل حركات بؤبؤ العين وحركات العين خلال التجارب.

وشغلت التجربة الأولى أصوات الكلام إلى 26 مشاركا تتخللها ثرثرة لا معنى لها. وبعد كل جولة من الكلام، أعطي المشاركون اختبار فهم استماع سريع. وأثناء تسجيل الكلام البشري، كانت الشاشة أمام المشاركين إما فارغة أو أظهرت مربعا ثابتا. وقد لاحظ الباحثون انخفاض حركات العين في ظل أصعب ظروف الاستماع، وارتبط انخفاض حركات العين بفهم أفضل للكلام.

وفي التجربة الثانية، استمع 22 مشاركا إلى قوائم مسجلة من الجمل القصيرة بينما كانوا يشاهدون نقطة تتحرك بشكل عشوائي حول الشاشة أمامهم. وتم إجراء اختبار فهم الاستماع مرة أخرى. وتظهر النتائج مرة أخرى أن حركات العين تنخفض عندما يصعب سماع الكلام ويكون جهد الاستماع أكبر.

وأجريت التجربة النهائية على 23 مشاركا، استمع كل منهم إلى قصتين من 10 الى 11 دقيقة من تدوين (بودكاست) الفراشة الصوتي. وقد تم تشويش إحدى القصص بحيث تم سرد مشاهدها بشكل غير مرتب. وتم إخبار القصة الأخرى بالترتيب لكنها كانت محجوبة بصوت الثرثرة البشرية المتقطع. وتنوع الصوت المتقطع هذا في القوة لجعل الاستماع إلى القصة أسهل أو أصعب. وأظهرت الشاشة أمام المشاركين ستة عشر نقطة تتحرك بشكل عشوائي خلال القصص. ثم تبع ذلك اختبار الفهم.

وأثناء القصة المشوشة، تحركت عيون المستمعين أكثر مما تحركوا عند الاستماع إلى القصة السليمة. وهذا يتفق مع الفرضية القائلة بأن الأفراد لا يستثمرون معرفيا أثناء الاستماع إلى قصة غير مفهومة. ولكن لأن القصة السليمة كانت محجوبة بالكلام البشري – مثل محاولة سماع محادثة في مطعم مزدحم – كان على المشاركين بذل جهد إضافي لسماع ما يقال.

وفي السيناريو الأسهل، حيث كانت ضوضاء الخلفية أكثر هدوءا، تحركت عيون المشاركين أكثر. ولكن عندما أصبحت المهمة أكثر صعوبة، بقيت ثابتة.

وفي جميع التجارب الثلاث، فإن اتساع أو انكماش حدقات المشاركين لم يوضح سوى القليل عن فهمهم السمعي. وعلاوة على ذلك، فإن ما تم عرضه على الشاشة أمام المشاركين لم يكن له تأثير يذكر على مقدار حركة أعينهم.

وتشير النتائج إلى أن حركات العين قد تحمل أدلة حول مدى صعوبة محاولة الشخص الاستماع. وبالطبع، لا يرجع الاستماع المجهد دائمًا إلى فقدان السمع، ولكنه قد يكون أحد العلامات الأولى التي تشير إلى معاناة الشخص.

عندما تتحرك العيون، تتحرك طبلة الأذن – المصدر: بحث علمي من جامعة دوك ( duke.edu).

“من منظور سريري، فإن الخطوات التالية هي بالتأكيد التحقيق فيما إذا كانت حركات العين تشير أيضا إلى جهد الاستماع لدى كبار السن، لأنهم من سيخدم نهجنا الجديد ويجعله مفيدا للغاية”، ذكر البروفيسور هيرمان لإنغريد فاديلي من ميديكال إكسبرس.

وأضاف: “علاوة على ذلك، نخطط للتحقيق فيما إذا كانت حركات العين تشير إلى انخفاض جهد الاستماع عندما يعالج الأفراد باستخدام أدوات مساعدة للسمع؛ لأن هذا يمكن أن يساعد في تقييم مدى استفادة الشخص من وصفة المعينات السمعية الخاصة به”.

وقد نشرت الدراسة في مجلة “علم الأعصاب” (Journal of Neuroscience).

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.sciencealert.com/a-hidden-change-in-your-eyes-could-be-the-first-sign-of-hearing-loss

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *