مصدر الصورة: earth.com

دراسة تجد عازلا [معروفا جيدًا] ضد التدهور الادراكي له تأثير صفري – ترجمة* محمد جواد آل السبد ناصر الخضراوي

Well-Known Buffer Against Cognitive Decline Has Zero Effect, Study Finds
 (GIOVANNI SALA, THE CONVERSATION – “بقلم: غيوفاني سالا[1]، مجلة “المحادثة) 

ملخص المقالة:

أجرى المحاضر في علم النفس بجامعة ليفربول، الدكتور جيوفاني سالا، وزملاؤه دراسة حول التدهور الادراكي لمدة 25 عاما على 2000 بالغ ياباني تتراوح أعمارهم يبن 40 و 75، وقد وجد أن التعليم ليس له أي تأثير على معدلات التدهور الادراكي في أي من اختباري الذكاء المتبلور (القدرة على تجميع المعرفة والحقائق والمهارات) والذكاء السائل (القدرة على التفكير والتفكير بمرونة). وقد تكون هناك آليتان في الأمر، أولاهما أن التعليم مرتبط بمهارات ادراكية أساسية أعلى قليلاً، أي قبل أن يبدأ التدهور المرتبط بالعمر. وثانيهما أن الخرف يرتبط بعوامل مثل السمنة وتلوث الهواء وإصابات الرأس، وهذه العوامل تزيد من فرصة الإصابة بالخرف من خلال التسبب في تلف الدماغ.

( المقالة )

ألقِ نظرة على أي قائمة من عوامل الخطر للتدهور الادراكي وستجد “التعليم” فيما بينها. والحكمة المتعارف عليها هي أنه كلما زاد عدد السنوات التي تقضيها في التعليم، قل خطر التدهور الادراكي في سن الشيخوخة. وأحدث أبحاثنا افترض الاختلاف جدلا.

ولن يؤدي التدهور الادراكي إلى إضعاف لعبة الشطرنج أو لعبة سودوكو فحسب، بل يمكن أن يصل إلى نقطة يؤثر فيها بشدة على أنشطتك اليومية. وعندما يحدث هذا، يبدأ الأطباء في الحديث عن الخرف.

مصدر الصورة: ناتالا ميس / صور غيتي

وقد يبدو أمرًا لا يُصدق، فإن الخرف هو القاتل الأكبر في المملكة المتحدة. إنه يقتل أشخاصًا أكثر من السرطان أو أمراض القلب، ويبدأ بالتدهور الادراكي – تدهور قدرة الناس على التفكير والبرهان والتذكر. ولذا، فإن معرفة أسباب التدهور الادراكي هو مسعى علمي مهم وعاجل.

وقد وُجد أن انخفاض مستوى التعليم يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالخرف. ويُعتقد أن التعليم يسمح للشخص ببناء “احتياطي ادراكي” – وهو نوع من العازلة ضد التدهور الادراكي.

كما أن الدراسات وجدت أن التعليم مرتبط بانخفاض أبطأ مرتبط بالعمر في بعض المهارات الادراكية، مثل التفكير والمهارات اللفظية. ومع ذلك، فإن النتائج الأخيرة أقل تشجيعًا.

وقد وجد التحليل التلوي (النتائج المجمعة للعديد من الدراسات ذات الصلة) أن متوسط تأثير التعليم على التدهور الادراكي هو صفر.

ومن المثير للاهتمام أن هذا التحليل التلوي يسلط الضوء على أن “عدم التجانس بين الدراسات” – أي مدى عدم اتساق النتائج عبر الدراسات المشمولة – جوهري وغير مفسر إلى حد كبير.

وباختصار، متوسط التأثير هو صفر، لكن النتائج تختلف بشكل كبير من دراسة إلى أخرى. ولا نعلم لماذا.

وقد تنبع هذه النتائج المحيرة إلى حد ما من كيفية تصميم الدراسات وإجرائها. ويمكن أن تمر سنوات قبل أن يظهر التدهور الادراكي، خاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا. ولتقدير معدل الانخفاض بشكل موثوق، هناك حاجة إلى البيانات التي تمتد لعقود. فقط عدد قليل من الدراسات في هذا المجال تابعت المشاركين لفترة طويلة.

ودراستنا هي واحدة منهم. وتضم حوالي 2000 بالغ ياباني، تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 في بداية الدراسة.

وتمت متابعة المشاركين لمدة 25 عامًا تقريبًا. كما تم اختبارهم عدة مرات على الذكاء المتبلور (القدرة على تجميع المعرفة والحقائق والمهارات) والذكاء السائل (القدرة على التفكير والتفكير بمرونة).

وقد وجدت أنا وزملائي أن التعليم ليس له أي تأثير على معدلات التدهور الادراكي في أي من الاختبارين.

وتبدو هذه النتيجة غير بديهية. وكما رأينا، فإن الأشخاص الأكثر تعليما هم أقل عرضة للإصابة بالخرف. فلماذا لا يؤثر التعليم على التدهور الادراكي؟ بعد كل شيء، يحدث الخرف عندما لا يعود الشخص فعالا بإدراك.

توضيح ممكن

قد تكون هناك آليتان في الأمر. أولاً، في حين أن التعليم ليس له أي تأثير على التدهور الادراكي، إلا أنه غالبًا ما وجد أنه مرتبط بمهارات ادراكية أساسية أعلى قليلاً، أي قبل أن يبدأ التدهور المرتبط بالعمر.

وعادةً ما يكون أداء الأشخاص الحاصلين على درجات أعلى أفضل قليلاً في المهام الادراكية في بداية أنواع الدراسات التي تتبع الأشخاص على مدار سنوات عديدة. ونفس نمط النتائج موجود في دراستنا.

ويعاني الجميع من انخفاض في الوظيفة الإدراكية مع تقدمهم في العمر. ولكن إذا بدأت من خط أساس أعلى، فإن التدهور الادراكي يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى عتبة الخرف. وإلى حد ما، قد يكون هذا هو السبب في ارتفاع معدلات الخرف لدى الأشخاص ذوي التحصيل العلمي المنخفض.

؛؛وربما تكون الآلية المحتملة الأخرى أكثر أهمية. ويرتبط الخرف بعوامل مثل السمنة وتلوث الهواء وإصابات الرأس، وهذه الأشياء تزيد من فرصة الإصابة بالخرف من خلال التسبب في تلف الدماغ. وبشكل حاسم، كلهم مرتبطون بالتعليم؛؛

وعلى سبيل المثال، الأشخاص ذوو المستويات التعليمية الأعلى هم، في المتوسط، أكثر ثراءً وبالتالي يمكنهم عادةً تحمل تكاليف العيش في مناطق أقل تلوثًا. والعلاقة بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسمنة معروفة بشكل مأساوي. وأخيرًا، فإن الأشخاص الأكثر تعليمًا هم أقل عرضة للأعمال اليدوية، وبعضها يأتي معه خطر الإصابة في الرأس.

ولذلك قد يساهم التعليم في الوقاية من الخرف بشكل غير مباشر. وفي حين أن التعليم لن يخلصك من التدهور الادراكي، إلا أنه قد يمنحك ميزة ضد الخرف.

*تمت الترجمة بتصرف

ملاحظة: تم إعادة نشر هذه المقالة من مجلة “المحادثة” (The Conversation) بموجب ترخيص المشاع الإبداعي. اقرأ المقال الأصلي:

https://theconversation.com/education-might-not-save-you-from-cognitive-decline-new-study-200684

مصدر المقالة:

Well-Known Buffer Against Cognitive Decline Has Zero Effect, Study Finds : ScienceAlert

الهوامش:

[1] الدكتور غيوفاني سالا محاضر في علم النفس بجامعة ليفربول (المملكة المتحدة)، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 2017. يركز عمله على بناء نماذج إحصائية للإدراك البشري في البيئات التجريبية والتعليمية. تشمل اهتماماته دراسة الارتباطات المعرفية والبيولوجية للشيخوخة الناجحة، والعلاقة بين الذكاء وأداء الخبراء، وتقييم برامج التدريب الادراكي / العقلي. المصدر: Giovanni Sala – The Conversation

المهندس محمد جواد آل السبد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *