أساليب عملية التفكير المعرفي المستخدمة في حفظ القرآن الكريم – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Cognitive approaches used in memorizing the Quran
(بقلم: محمد محمود، جامعة التكنلوجيا مارا، ماليزيا)

عندما يرغب أي شخص في تعلم قراءة القرآن ، عليه أن يولي عناية بنطق الآيات نطقًا صحيحًا وهذا يحفز منطقة من الدماغ تقع في الفص الصدغي.

الفص الصدغي منطقة يقع ضمنها الحُصين أيضًا، والحصين هو مركز ترسيخ / توطيد الذاكرة. وهي أيضًا المنطقة من الدماغ التي تُنشط لمعالجة الأصوات كما هو الحال عند تلاوة القرآن.

هذه المنطقة تعتبر جزء الدماغ الذي ترتبط مستويات نشاطه وقدراته بقدرة الشخص على تعلم أشياء جديدة. كلما زاد هذا الجزء في التنشيط ، كلما كان ذلك أفضل وأكثر فاعلية في وظائف التعلم والذاكرة.

مناطق الدماغ . مصدر الصورة (2)

كما أن الفصوص الجدارية في الدماغ لها دخل كبير عندما يتعلم المرء القرآن. يختص الفص الجداري الأيسر في معالجة الكتابة والقراءة ووظائف الكلام.  هذا الجزء أساسي للرياضيات والمسائل المنطقية. يتعامل الفص الجداري الأيمن مع نغمة الكلام التي ترتبط بالفصاحة. كما أنه مسؤول عن العلاقات البصرية المكاني(1) وفهم تعابير الوجه … يلعب الجزء الخلفي للفص الجداري دورًا رئيسًا في الانتباه.

يتم تنشيط كلا الفصين (الأيمن والأيسر) بنفس القدر أثناء مهام تعلم المهارات. بشكل عام ، وجود الفصوص الجدارية التي تُنشط جيدًا تفسر مهارات الحلول المنطقية والقدرة على حل المسائل الرياضية بصورة أفضل ، والتعبير في الكلام العام ، وتحسين القدرة على قراءة الحالات العاطفية للشخص الآخر من ملامح وجهه وتحسين الانتباه وتحسين القدرة على فهم العلاقة البصرية المكانية(1).

منطقة الدماغ الأخرى التي تنشط تلاوة القرآن بقوة هي الفص الأمامي والقشرة الحركية الأساسية. يتعامل نشاط الفص الجبهي مع مهام ترتيب معقدة تتضمن استرجاع الذاكرة والانتباه المستمر. إنتاج (نطق) الكلام والتخطيط والتعرف على الكلمات والسلوك الاجتماعي وكثير غير ذلك.

على سبيل المثال ، يقرأ الشخص القرآن وسيقرر دماغه بسرعة النطق الصحيح للكلمة والذي يميز بين الاحتمالات الأخرى التي تتضمن النطق الخاطئ. الشيء الجيد في هذا هو أنه بعد الممارسة اليومية للقراءة ، سيقوم الدماغ بالكثير من الأشياء في اللاوعي للقاريء. وهذا من شأنه أن يدرب منطقة الدماغ المسؤولة عن التثبيط ، وهو أمر مهم للتفاعل الاجتماعي. 

الذكاء السائل يضعف بمرور الزمن، ولكن على الطالب الذي يحفظ القرآن أن يواصل مراجعة ما حفظه، وهذا يحميه من تراجع الذكاء السائل ، مثل حل الألغاز المتقاطعة والمسائل المنطقية وألعاب الذاكرة التي لعبناها لما كنا أطفالًا وقمنا بأشياء كثيرة. الأساليب القديمة في التدريس قد نجحت في تخريج الكثير من الطلاب الذين أصبحوا باحثين ومخترعين مشهورين عالميًا. 

تبحث هذه الدراسة في عملية التفكير المعرفي المتعلقة بحفظ القرآن من الجانب النفسي المعرفي باستخدام أسلوب معالجة المعلومات(3) كإطار عمل. تركز الورقة العلمية هذه بشكل أساس على عملية التفكير العقلي المعرفي(4) في حفظ القرآن ،  إطار مقاربة معالجة المعلومات هذا(3) تم تحليله من حيث العمليات العقلية المعرفية(4) التي تحتوي على مراحل مهمة للغاية: الذاكرة الحسية(5) والذاكرة قصيرة الأمد(6) والذاكرة طويلة الأمد(7).

التفكير العقلي المعرفي يعتبر جانبًا مهمًا في حفظ القرآن والاستدلال المنطقي العقلي. فعملية التفكير العقلي المعرفي بإمكانها أن تساعد في عملية حفظ القرآن.  وجدير بالذكر أن حفظ القرآن لا يقتصر على الناس الأسوياء القادرين على الحفظ فحسب، بل يحفظه أيضًا ذوي الاحتياجات الخاصة.  ولكن دراسات علم النفس المعرفي التي تناولت حفظ القرآن تعتبر محدودة جدًا . لذلك، ينبغي إجراء المزيد من الدراسات البحثية لاستكشاف دور عملية التفكير المعرفي في حفظ القرآن في العديد من البلدان المختلفة. 

مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/قدرة_مكانية
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/دماغ_بشري
3- “نظرية معالجة المعلومات (Information processing theory) هي مقاربة لدراسات التطور المعرفي التي تهدف إلى تفسير كيف ترمَّز المعلومات في الذاكرة. هذه  النظرية تستند على فكرة أن البشر لا يستجيبون فقط للمنبهات من البيئة. بل  يعالجون المعلومات التي يتلقونها. بالرغم من أن الخبراء يعتقدون أن آليات ووظائف الدماغ بسيطة نسبيًا ، فإن حجم ونطاق الشبكات العصبية وتصرفاتها قوية جدًا في الإجمال”.  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://research.com/education/what-is-information-processing-theory
4- “التفكير العقلي المعرفي (cognitive thinking) هو العملية الذهنية التي يستخدمها البشر للتفكير والقراءة والتعلم والتذكر والاستدلال والانتباه ، وفي النهاية استيعاب وفهم المعلومات وتحويلها إلى معرفة. وبإمكانهم بعد ذلك تحويل هذه المعرفة إلى قرارات وأفعال”.  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://online.jcu.edu.au/blog/improving-cognitive-thinking
5- الذاكرة الحسية هي الذاكرة المرتبطة بعمل الحواس وهي ذاكرة قصيرة الأمد تعمل عند وجود منبه أو محفز لها لعدة ثوان ثم تتلاشى شيئًا فشيئًا مع زوال المنبه والذي ينتهي باختفاء هذه المعلومات من الذاكرة واستحالة استعادتها مرة أخرى”.  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://mawdoo3.com/مفهوم_الذاكرة_الحسية_في_علم_النفس_التربوي
6- “الذاكرة قصيرة الأمد (تُعرف أيضًا بالذاكرة “الأولية” أو “النشطة”) هي القدرة على الاحتفاظ بقدر قليل من المعلومات في الذهن، في حالة نشطة وسهلة المنال لفترة زمنية قصيرة.  تُقدر فترة عمل الذاكرة قصيرة الأمد (في حال منع أية مراجعة أو استعادة نشطة) بثوان معدودة. والسعة الشائعة لهذه الذاكرة هي القدرة على الاحتفاظ بـ 7±2 مفردات. أما الذاكرة طويلة الأمد فتستطيع الاحتفاظ بكم غير محصور من المعلومات.  ولكن ينبغي التمييز بين الذاكرة قصيرة الأمد والذاكرة العاملة، والتي يُقصد بها الهياكل والعمليات المستخدمة بغرض التخزين والمعالجة المؤقتة للمعلومات”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_قصيرة_الأمد
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_طويلة_الأمد

المصدر الرئيس:
https://www.researchgate.net/publication/352712438_COGNITIVE_APPROACHES_USED_IN_MEMORIZING_THE_QURAN

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *