مصدر الصورة: clipart-library.com

تسليط الضوء على تنوع اللسانيات وتطورها – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Shedding light on linguistic diversity and its evolution
(موقع جمعية ماكس بلانك الألمانية)

علماء اللسانيات1 وعلماء الكمبيوتر يتعاونون لإصدار قاعدة بيانات معجمية عالمية كبيرة مفتوحة الاستخدام.

أنشأ باحثون من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا وجامعة أوكلاند في نيوزيلندا بنك عالمي جديد للبيانات اللسانية (اللغوية). صُمم المشروع لتمهيد الطريق أمام رؤىً جديدة عن تطور الكلمات وأصوات اللغات (اللسانيات) المنطوقة في جميع أنحاء العالم اليوم.

تحتوي قاعدة البيانات التابعة لبنك المفردات المعجمية (Lexibank) على بيانات معجمية موحدة لأكثر من 2000 لغة.  وهي تمثل المجموعة الأكثر شموليةً ومتاحة للجمهور جُمعت حتى الآن.

يحتوي بنك معجم المفردات (Lexibank) على بيانات معجمية موحدة للمعايير لأكثر من 2000 لغة وسوف تمهد الطريق لرؤى جديدة في تطور التنوع اللغوي.

هل صحيح أن العديد من اللغات في العالم تستخدم كلمات مشابهة لكلمة “ماما” و “بابا” ل “أمي” و “أبي”؟  إذا كانت اللغة تستخدم نفس الكلمة بالضبط لكل من “الذراع” و “اليد” ، فهل تستخدم أيضًا نفس الكلمة بالضبط لكل من “الساق” و “القدم”؟ كيف تتمكن اللغات من استخدام عدد قليل نسبيًا من الكلمات للتعبير عن العديد من المفاهيم؟ أنشأ فريق متعدد التخصصات من اللسانيين وعلماء الحوسبة وعلماء النفس قاعدة بيانات عامة كبيرة يمكن استخدامها لدراسة هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى بمساعدة الأساليب الحوسبية.

“عندما تأسس قسم التطور اللساني والثقافي في عام 2014، عرضت على زملائي هدفًا طموحًا: هناك أكثر من سبعة آلاف لغة (لسان) في العالم. انشئوا (قوموا بإنشاء)  قواعد بيانات مع توثيق أوسع نطاقًا للتنوع اللغوي قدر الإمكان” ، كما قال مدير معهد ماكس بلانك راسل غراي (Russel Gray).  “مصدر إلهامنا جاء من بنك الجينات (Genbank2) – وهي قاعدة بيانات جينية كبيرة حيث قام علماء الأحياء من جميع أنحاء العالم بإيداع بيانات جينية فيها” ، يتابع غراي. “كان بنك الجينات (Genbank) مغيرًا لقواعد اللعبة.

الكم الهائل من بيانات التسلسل الجيني المتاحة مجانًا أحدث ثورة في الأساليب التي يمكننا من خلالها تحليل التنوع البيولوجي3.  ونأمل أن تساعد أول قواعد بياناتنا اللسانية العالمية، بنك المفردات المعجمية (Lexibank) ، في البدء في إحداث ثورة في معرفتنا بالتنوع اللغوي بطريقة مماثلة”.

الشكل: تستخدم العديد من اللغات في العالم كلمات مثل “ماما” أو “بابا” للإشارة إلى “أمي” و “أبي”. اللغات التي فيها كلمة “ماما” ملونة باللون الأحمر، واللغات التي فيها كلمة “بابا” ملونة بالأزرق.

معايير جديدة وبرامج جديدة

بنك المفردات المعجمية (Lexibank) يوفر بيانات في شكل قوائم كلمات موحدة لأكثر من 2000 لغة مختلفة.  “العمل على البنك المعجمي (Lexibank) تزامن مع الدفع باتجاه نملذج (استمارات) بيانات أكثر اتساقًا في قواعد البيانات اللسانية.

وبالتالي يمكن أن يخدم بنك المفردات المعجمية (Lexibank) كمثال واسع النطاق على فوائد توحيد المعايير ومحفزًا لمزيد من توحيد المعايير” ، وفقًا لتقرير روبرت فوركل (Robert Forkel) ، الذي أشرف على الجانب الحوسبي من جمع البيانات.  “فقد قررنا إنشاء معاييرنا الخاصة، والتي أسميناها نماذج البيانات لكل اللغات، والتي تستخدم حاليًا بنجاح في العديد من المشاريع التي يشارك فيها قسمنا”.

المعايير الجديدة التي اقترحها الفريق مصحوبة بوسائل برمجية جديدة تسهل بشكل كبير سير عمل (workflows) علماء اللسانيات.  يقول يوهان ماتيس ليست (Johann-Mattis List) ، الذي أشرف على الجزء العملي من تنسيق البيانات:  “لقد صممنا مهام سير عمل جديدة بمساعدة الكمبيوتر تمكننا من جعل مجموعات البيانات اللغوية الحالية قابلة للمقارنة”، “باستخدام مهام سير العمل هذه، قمنا بزيادة كفاءة توحيد معايير البيانات وتنسيقها بشكل دراماتيكي”.

التعرف على أنماط تطور اللغة

بالإضافة إلى جمع البيانات المعيارية للغات ومشاركتها، صمم الباحثون أيضًا تقنيات حوسبية جديدة للإجابة على أسئلة بخصوص تطور التنوع اللغوي.  بيَّن الباحثون كيف يمكن استخدام هذه الأساليب وذلك بعمل حوسبة لمدى اختلاف اللغات أو توافقها بالنسبة لستين (60) ميزة مختلفة.

بفضل تمثيل بيانات اللغات الموحدة المعايير، أصبح من السهل حاليًا التحقق من عدد اللغات التي تستخدم كلمات مثل “ماما” و “بابا” لـ “أمي” و “أبي” ، كما ذكر جوان ليست.  ويضيف سيمون ج. غرينهيل (Simon J. Greenhill)، أحد مؤسسي مشروع بنك المفردات المعجمية (Lexibank): “اتضح أن هذا النمط يمكن أن يوجد بالفعل في العديد من لغات العالم وفي مناطق مختلفة جدًا” ، “نظرًا لأن جميع اللغات التي فيها هذا النمط لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، فإنها تعكس تطورًا متوازيًا ومستقلاً تمامًا، كما اقترح عالم اللسانيات الروسي الكبير رومان ياكوبسون في عام 1968”.

توسيع البيانات وتطوير أساليب جديدة

مجموعة البيانات الجديدة وسمات اللغة المحوسبة اوتوماتيكيًا ستساهم في تكوين رؤى جديدة عن الأسئلة المفتوحة في التنوع اللساني وتطور اللغة.  يقول ليست: “لا أحد يعتقد أن التحليل يجب أن يتوقف عند الأمثلة التي سقناها في ورقتنا”.  “بل بالعكس، نأمل أن تحفز هذه الأمثلة علماء اللسانيات وعلماء النفس وعلماء التطور للبناء عليها وذلك توسيع البيانات وتطوير أساليب جديدة” ، يضيف فوركل.

الشكل: تستخدم العديد من اللغات التي تستخدم نفس الكلمة ل  “الذراع” و “واليد” (الملونة باللون الأحمر) تستخدم أيضًا نفس الكلمة ل “الساق” و “القدم” (ملونة باللون الأزرق).

حتى في دراستهم الحالية، قدم الباحثون نتائج تستدعي إجراء دراسات مستقبلية عند البحث عن أي اللغات تستخدم نفس الكلمة لـ “الذراع “و” اليد،”وجدنا أن هذه اللغات عادةً ما تستخدم نفس الكلمة أيضًا لـ” الساق “و” والقدم” ، كما ذكر ليست. “على الرغم من أن هذا قد يبدو بمثابة صدفة سخيفة، إلا أنه يبين أن معجم مفردات اللغات البشرية غالبًا ما يكون منظمًا أكثر بكثير مما قد يفترضه المرء عند دراسة لغة واحدة بعزلة عن غيرها من اللغات”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- “اللُّغَوِيَّات أو اللِّسَانِيَّات أو عِلْم اللُّغَة هو علم يهتم بدراسة اللغات الإنسانية ودراسة خصائصها وتراكيبها ودرجات التشابه والتباين فيما بينها، ويدرس اللغة من كل جوانبها دراسة شاملة” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/لسانيات
2-https://ar.wikipedia.org/wiki/جينبنك
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/تنوع_حيوي

المصدر الرئيس:

https://www.mpg.de/18810229/0615-evan-linguistic-diversity-and-its-evolution-150495-x

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *