ما الغليل وما وظيفته – بقلم عبد الرسول الغريافي*

الغليل هو بقعة بحرية محددة الجهات فقد تكون على شكل نصف دائرة أو مربع أو مستطيل ولها صلة بالبحر من جهة أو أحيانا جهتين تكون قريبة من اليابسة ومن المناطق السكنية أو الزراعية وهي أيضاً بمثابة مرسى صغير للسفن،،،

ولعلها قريبة من المصطلح (نقعة) أي بقعة من الماء ضحلة فهذا المصطلح الأخير أكثر من يستعمله الكويتيون، ولعل أصل غليل جاء من التغلغل أي التعمق أو الانتشار فهي بقعة قد تغلغلت في اليابسة وترسو عندها السفن وكذلك تنطلق منها سفن الغوص والصيد والخطرات (العبارات) فالغليل بمثابة بندر أيضاً (مرفأ) ترسو عنده السفن، وفيه تتم صيانة السفن (القِلافة) وخصوصاً بعد موسم الغوص ومنه تدشن السفن (اللنجات) بعد صيانتها أو صناعتها.


كما أن الغليل أيضاً هو بمثابة بندر (مرفأ) ترسو عنده السفن، ومن أشهر الغلايل (الغلائل) في المنطقة غليل الكويكب الواقع شرق مسجد الإمام الحسن وغليل الرفيعة بجزيرة تاروت والواقع جنوب الربيعية وهو ضمن الخور الفاصل بين الربيعية ودارين، فقد انتهت معالم هذا الغليل بعد إنشا منطقة الدخل المحدود حيث تم تحويله لأراض سكنية بدءًا من منتصف سبعينيات قرن العشرين.

الغليلان كلاهما تنطلق منهما سفن الغوض من أجل اللؤلؤ فبذلك كان من الضروري ان تكون فيهما ورش صيانة (القلافة). بالنسبة لغليل الكويكب فلايزال كبار السن من أهالي دارين والربيعية يذكرون أنهم يتنقلون بالخطرات أو الجوالبيت من دارين الى الكويكب.
ويُذكَر في الماضي أن العوائل كانت تودع رجالها الغواصين في موسم الغوص من أجل اللؤلؤ عند مسجد الإمام الحسن.

لقد كان هناك رصيف على هيئة طريق يمر في وسط البحر بعرض يتجاوز الأربعة أمتار وقد وجن جانبينه بالجص والحجارة فهو بمثابة الحامي عن الوقوع في البحر وهو بارتفاع نصف متر تقريباً حيث يبدأ هذا الرصيف من مسجد الإمام الحسن ليتوغل في البحر شرقاً لأكثر من مئة متر مشكلاً ممراً ينقلنا من جهة المسجد ماراً بالغليل لينتهي في النهاية في المنطقة التي كان يمر بها المصرف المتعارف عليه بسد الشويكة (شارع الرياض اليوم).

عند أول انعطاف له يتجه إلى الجنوب بنفس المسافة وهي الجهة المحادية للغليل حتى نهايته ليصل منطقة نخيل المنقولة فيتصل بعدها بالطريق منعطفاً صوب الشرق ثانية ليمر بين المزارع ثم الإنعطاف جنوباً حتى يصل شارع الرياض حالياً -كما سبق ذكره-

وهناك غلايل أخرى قدر ورد ذكرها في مناطق مختلفة بالإضافة إلى الغليلين السابق ذكرهما؛ فأحدهم يقع إلى الشرق من بساتين نخيل البحاري وآخر في صفوى.

يبدو أن غليل الكويكب قد تم الإستغناء عنه في وقت مبكر من القرن العشرين لذا فقد نمت فيه غابات من أشجار القرم (المنجروف) بشكل مكثف فكانت تثير دهشة الجيل الجديد أنذاك حين يرون رصيفا يحيط ببقعة بحرية قد عشعشت فيها غابة من المنجروف. لقد استمر وجود هذا المنظر حتى وقت متأخر من قرن العشرين الماضي.

*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *