لمحة تاريخية عن المخابز في الدبابية – بقلم أحمد بن جواد السويكت*

حَفِلَ المجتمع في مدينة القطيف بكثير من المهن الشعبية كباقي المجتمعات الأخرى والتي لا غنى للناس عنها وتمس الحاجات اليومية الضرورية لمعظم أفراد هذه المجتمعات. ومن هذه المهن التي توفر نوع من أنواع الطعام الاساسية هي مهنة (الخباز)(1) والتي يحكي اسمها عنها.

      وفي مجتمعنا المحلي ببلدة الدبابية في محافظة القطيف المحروسة، فهمنا ووعينا لعدد من أفراد المجتمع يمارسون هذه المهنة الضرورية بالطريقة التقليدية وهي صنع الخبز العربي الذي وكما هو معروف يتكون من الطحين المستخرج من حبّات القمح الكامل ثم يمزج بالماء والملح والخميرة وتخلط وتشكل عجينة، وتترك حتى تنتفخ، ثم تقطع قطعاً صغيرة على شكل كور، وتفرد ثم تلصق بجدار التنور المصنوع من الطين الفخاري بعد احماءه بالنار المشتعلة بجذوع النخل وأنواع الخشب الأخرى ولاحقًا الكيروسين (الكاز) ثم الغاز(2).

بلدة الدبابية القديمة

ومن الرواد الأوائل من القدامى في مدينة القطيف اللذين عملوا في مهنة الخبازة وبالتحديد من بلدة الدبابية: المرحوم الحاج إبراهيم علي الماحوزي(3) مع أبناؤه الحاج أحمد والحاج مهدي (أبو عيسى) والحاج علي (أبو معتوق) والحاج سعيد (أبو عبد الغني) والذي يقع دكانه في شارع الدبابية المعروف حاليًا بـ (شارع ابن المغترب) بين مبني المرحوم الحاج عبد الرحيم محمد آل إخوان ومبني المرحوم الحاج عباس حسن مكي آل مكي (أبو عبد الحميد) ، بجوار دكان القهوة وهو مقهى شعبي لتناول الشاي والقهوة للمرحوم الحاج أحمد علي أحمد البحراني (أبو علي) مقابل مدرسة الثانوية العامة سابقًا وحاليًا مدرسة معن بن زائدة المتوسطة. وقد عمل معه بعض الأفراد من أهالي الدبابية.

التنور الذي يُخبز فيه الخبز بالنار. الذي غالبًا ما يكون مصنوعا من الطين، ويكون شكله أسطوانيًا، وله قمة مفتوحة وتسمى (فم التنور) ويكون قطرها متناسقًا مع قطر قاعدة التنور، حيث يوضع في أسفلها كرب النخيل من خلال الفتحة الأعلى لإضرام النار.

وكان المرحوم الحاج إبراهيم علي الماحوزي (أبو أحمد) يشترى الحنطة ثم يقوم بطحنه طحينًا ويعمل منه نوعان من الطحين الأول للخبز العادي والثاني للخبز البر الصحي.

وهناك أيضًا في الجهة الغربية الشمالية في شارع أم الجزم الدبابية مخبز التنور العربي للمرحوم الحاج إبراهيم بن موسى مع شريكه من سكنة حي الكويكب في الخمسينيات من القرن الهجري الماضي.

يظهر في امام الصورة مخبز التنور العربي للمرحوم الحاج إبراهيم علي الماحوزي ( أبو أحمد ) في وسط بين مبني آل اخوان ومبني آل مكي مقابل مدرسة الثانوية العامة سابقًا في عام 1389هـ(4)
الحاج سعيد إبراهيم الماحوزي (أبو عبد الغني)
الحاج علي إبراهيم الماحوزي (أبو معتوق) – الحاج مهدي إبراهيم الماحوزي (أبو عيسى)
أقبال بعض الناس على مخبز التنور العربي في منتصف الثمانينات القرن الهجري الماضي
مخبز التنور للحاج أحمد بن موسى في شارع أم الجزم الدبابية

وبعد الطفرة وتحسن الاوضاع المعيشية للناس تطورت المخابز التي تنتج وتبيع الأغذية المخبوزة والتي تعتمد على الدقيق في صنعها مثل (الخبز، والكماج، والشريك، والكيك، والبقصم) وغيرها من المنتجات والتي تكون مطبوخة في الغالب بالأفران في ذلك الوقت في بلدة الدبابية القديمة وهي على النحو التالي:

[أولا: مخبز السيد علي العوامي]

لقد تأسس مخبز العوامي في منتصف الستينيات من القرن الهجري الماضي (تقريبًا) على يد المرحوم السيد علي السيد محمد السيد عبد الله العوامي (أبو سيد طالب)(5) بمساعدة أبناؤه السيد طالب والسيد محمد – رحمهما الله – في حي الدبابية الذي يقع محله في شارع الدبابية المعروف حاليًا بـ (شارع ابن المغترب) مقابل مدرسة زين العابدين الابتدائية، كما يوجد في المخبز ركن جانبي خاص بالصندوق الخيري لبلدة الدبابية(6)

صورة نادرة للمرحوم السيد علي السيد محمد السيد عبد الله العوامي (صاحب مخبز الفرن)

ويعتبر أول المخابز غير التقليدية حيث قدم أصناف من المخبوزات لم تكن معروفة في المنطقة من حيث أنواع المنتجات وطريقة الأعداد، وأشتهر بصناعة مجموعة من المخبوزات مثل (صمول (كماج) – بقصم – شريك – بالإضافة للخبز المصنوع بطريقة شبه اوتوماتيكية والذي يعرف حاليا بخبز الفرن بطعمه المميز.

وقد استقطب في هذا المخبز في بداياته أيدي ماهرة من دولة البحرين بالإضافة إلى مجموعة من العاملين من أهالي الدبابية، كما أن المرحوم الحاج أحمد منصور الدار (أبو منصور) هو من سكنة بلدة الدبابية كان يشترى مجموعة من المخبوزات من مخبز العوامي ويبعها في محله الواقع في سوق الجامع بحي الكويكب(7).

وفي مطلع التسعينات القرن الهجري الماضي، كان يقوم المخبز بتمويل مقصف مدرسة زين العابدين الابتدائية بمنتجات المخبز مثل (الشريك)، الذي يقوم بتوصيلها المرحوم السيد محمد السيد علي العوامي مع السيد حسين علوي حباره. وأيضا كان طلاب مدرسة الثانوية العامة أثناء الفسحة يشترون الشريك من المخبز.

المرحوم السيد طالب (لوحة فنية بريشة الفنان علي الجشي) – وأخيه المرحوم السيد محمد

وفي منتصف تسعينيات القرن الهجري الماضي وقبيل رحيل ووفاة السيد علي العوامي، أخذ ابنه المرحوم السيد طالب(8) مهمة إدارة المخبز على عاتقه، واستمر المخبز في العمل ومنذ ذلك الوقت وهو يمارسها، وبعد مدة طويلة بالعمل في مخبز الفرن أقفل محله نهائيًّا في عام 1400هـ، بعدها اتجه السيد طالب نحو تجارة المواد الغذائية بعد تحويل المخبز الى بقالة في نفس المكان، وكان يدير البقالة لوحده إلى أواخر حياته عندما أصابته مشاكل صحية أوقفته عن العمل بشكل نهائي.

صورة توضح من جهة اليسار مخبز العوامي في الشارع العام بالدبابية عام 1389هـ
 السيد طاب يجهز صينية لإدخال عجينة الخبز في الفرن
السيد طالب يدخل عجينة الخبز في داخل الفرن
السيد طالب العوامي يقوم بتقطيع عجينة الخبز بماكينة تحوير (فرد)
السيد طالب يستخدم ماكينة شرائح البقصم (الشابورة)
سوق الجامع بحي الكويكب الذي يبع فيها المخبوزات السيد علي السيد محمد العوامي في محل الحاج أحمد منصور الدار
مدرسة زين العابدين الابتدائية الذي كان المخبز العوامي يقوم بتمويل مقصف المدرسة في مطلع التسعينات القرن الماضي
مدرسة الثانوية العامة القديمة بالدبابية حيث كان طلابها يذهبون إلى المخبز العوامي أثناء الفسحة لشراء الشريك ذات الطعم اللذيذ
السيد محمد السيد علي العوامي مع أخيه السيد طالب – رحمهما الله – اللذين عملوا مع والدهم في مخبز الفرن بالدبابية

[ثانيا: مخبز الحاج أحمد آل رقية]

صاحب مخبز الفرن هو الحاج أحمد علي آل رقية (أبو علي) – رحمه الله – الذي يقع منزله في حي الدبابية مقابل مسجد المزار التاريخي في جنوب حاضرة القطيف في أرض حاليًا ملك الحاج عبد الحي محمد صالح النهاش (أبو فؤاد) من أهالي القلعة.

ويوجد في منزله فرن طيني بدائي يدوي صغير مع وجود الصناديق الخشبية، حيث يقوم بتجهيز العجين بالأيدي ثم يتم تخمير العجينة بطرق بدائية جدًا، ثم يضعها في الفرن لصنع المخبوزات الحارة مثل (كماج – بقصم – شريك) والكيكة الشهيرة المعروفة باسم الرغيبة على شكل دائري ذات الطعم اللذيذ، وتساعده في ذلك والدته وزوجته أم علي، وأيضًا ابنه الحاج علي (أبو حسين) الذي عمل مع أبيه منذ الصغر وكان عمره آنذاك 8 سنوات، ثم بعد ذلك فتح محلًا لبيع المخبوزات في سكة القطيف القديمة(9).

المرحوم الحاج أحمد علي آل رقية (صاحب مخبز الفرن) مع ابنه الحاج علي حفظه الله

وقد عمل في مخبز الفرن هذا مجموعة من أهالي الدبابية، كما عمل معه المرحوم الحاج أحمد مهدي الغمغام وهو من أهالي الكويكب، وأيضًا كان يتعامل معه المرحوم الحاح حسن محمد إبراهيم مرهون السويكت (أبو مريم) بشراء مجموعة من منتجات المخبوزات، ثم يقوم ببيعها في سوق الحليب في القلعة.

وفي أواخر سنة 1393هـ أشترى الحاج علي أحمد آل رقية (أبو حسين) – رحمه الله – أرض ذات مساحة كبيرة في حي الدوبج بجوار بيت المرحوم الحاج أحمد مبارك البحارنة (أبو فيصل)، ثم قام ببنائه حيث قسم منزله إلى قسمين جزء سكني والجزء الآخر “مخبز الفرن للمخبوزات”، وبعدها إنتقل إلى منزله الجديد وجلب ثمانية عجنات مع الفرن ثم بدأ في صناعة المخبوزات بجميع أصنافها، وأشهرها الكيكة الرغيبة الدائرية.

وقد توقف الحاج أحمد أل رقية وأقفل مخبز الفرن بشكل نهائي في سنة 1406 تقريبًا. وتوجه نحو العمل في مجال العقار حتى وفاته.

زرونق المؤدي إلى بيت الحاج أحمد آل رقية بعد بيت المرحوم أحمد مبارك البحارنة (أبو فيصل) في حي الدوبج – والنافذ من جهة اليمين كان المخبز المؤدي إلى مجمع عامر بن ليل الخالدي
سوق السكة القديمة بالقطيف الذي يوجد فيها محل المخبوزات الحاج أحمد علي آل رقية – رحمه الله 
براحة سوق الحليب بالقلعة الذي تباع فيها المخبوزات الحاج أحمد علي آل رقية بواسطة المرحوم الحاج حسن بن محمد السويكت

[ثالثا: مخبز الحاج عبد المحسن آل إسماعيل]

لقد تم تأسيس مخبز آل إسماعيل في مطلع الثمانينات من القرن الهجري الماضي على يد الحاج عبد المحسن منصور حبيب آل إسماعيل (أبو إبراهيم)(10) – حفظه الله ورعاه – بحي الدبابية من الجهة الجنوبية الغربية بجوار مسجد الشيخ محمد أو العود أو السدرة المعروف اليوم باسم (مسجد المناميين) وبيت المرحوم السيد سلمان السيد علوي آل شيبان (أبو سيد حسين)، المقابل للمغيسل الذي كان محاطًا بالمزارع والنخيل وكان مساحته أكبر ومنتجاته أكثر تنوعاً.

الحاج عبد المحسن منصور حبيب آل إسماعيل (صاحب المخبز)

وفي بداية الأمر إستأجر محلًا، وفتح فيه مخبر للخبز العربي (التنور) وبعد فترة من الزمن، حول هذا المخبز “التنور” إلى مخبز للخبز الفرن بإشراف مختص لبناني الجنسية الذي كان يجيد إعداد طريقة العجينة من خبز التنور العربي إلى خبز الفرن المعروف باسم الخبز الإفرنجي.

وقد تم استيراد المعدات والآلات الحديثة والمتطورة للفرن من الخارج ذات المنشأ الايطالي، مع جلب خبير إيطالي صاحب خبرة ومهارة عالية في طريقة إعداد المخبوزات والمعجنات، لتدريب العمالة الأجنبية من الجنسية الهندية وعددهم اثنان لخبز المخبوزات والمعجنات كالخبز والكيك والشريك وغيرها. كما تم جلب عامل مصري متخصص في صنع الحلويات، وبعد مدة طويلة من العمل بالدبابية، تم فتح فرع ثانٍ في المنطقة الخامسة بشارع القدس في أرض الموجود فيها حاليًا (محل تحفة المنزل) مجهز بالأدوات والمعدات المتطورة والحديثة.

موقع مخبز الفرن بحي الدبابية الذي يقع بين مسجد الشيخ محمد أو السدرة أو العود المعروف اليوم باسم (مسجد المناميين)) وبيت المرحوم السيد سلمان السيد علوي آل شيبان

وفي أواخر سنة 1409هـ، تعاقد الحاج علي بن علي العيد صاحب مخابز وحلويات العيد على استجار المحلات التابعة للحاج عبد المحسن آل إسماعيل (أبو إبراهيم) سواء الكائن بحي الدبابية أو في المنطقة الخامسة بشارع القدس، مع كامل المعدات والأدوات الموجودة في المحل بالإضافة إلى العمالة الموجودة فيها.

[رابعا: مخبز الأستاذ سعيد الحبيب]

في منتصف التسعينات من القرن الهجري الماضي، إفتتح الأستاذ سعيد سلمان عبد الهادي الحبيب (أبو حسام)11) مخبزًا في الجعيلي الدبابية الذي يقع في شارع الدبابية المعروف حاليًا باسم (شارع بدر) لمدة ست سنوات وقد أقفل المحل (المخبز) بشكل نهائي في سنة 1402هـ تقريبًا.

الأستاذ سعيد سلمان عبد الهادي الحبيب
  امام الصورة من جهة اليمين موقع مخبز الفرن بالجعيلى الدبابية في عام 1403هـ.

الهوامش:

(1) الخبَّاز: هو صانع الخبز، الشخص الذي يخبز المخبوزات، ويسمى المكان الذي يعمل فيه الخباز بـ (المخبز).

(2) مقال أخينا وصديقنا الغالي الأستاذ / منصور محروس الصلبوخ (أبو حسين) بعنوان (خبز تنور … شهي وجذاب).

(3) كان شخصية معروفة، وتربطه بالمرحوم الحاج حسن الدهان (أبو علي) صداقة قوية، كما له مجلس في بيته والكثير من أهالي الدبابية يتردون على هذا المجلس.

(4) في الصورة تظهر عدة دكاكين في مبني المرحوم الحاج عبد الرحيم محمد إخوان: – وهي: الأول مكتب صندوق الخيري لبلدة الدبابية بفتحتين (الزاوية – والشارع العام) والثاني دكان المرحوم الحاج أحمد رضي الحداد (أبو عادل) بفتحتين داخلية وخارجية لبيع المواد الغذائية والثالث دكان المرحوم الحاج حسن أحمد علي أحمد آل سليم (أبوعبد الحي) لبيع التتن والرابع دكان المرحوم الحاج أحمد علي أحمد البحراني (أبو علي) وهو عبارة عن مقهى شعبي لتناول الشاي والقهوة.

(5) وهو من الشخصيات الاجتماعية وكان أحد المسؤولين عن العزاء وعن حسينية مديفع، وأبيه هو الخطيب الحسيني السيد محمد السيد عبد الله العوامي الشهير بـ (المعلم) والذي قال عنه العلامة السيد سعيد الشريف (الخباز) من أعلام القطيف عبر العصور المنشور في مجلة الموسم العدد (9-10) لعام 1411هـ صفحة (297) : السيد محمد بن السيد عبد الله العوامي القطيفي، الشهير بـ (السيد محمد المعلم) وهو من وجهاء هذه الأسرة الكريمة…. وأحد خطباء المنبر الحسيني، وكان خطيبًا خاصًا للشيخ محمد على الجشي المتوفى سنة 1361هـ، وتوفى مترجمنا في 9/5/1360هـ الموافق لعام 1941م. وذكره الحجة الشيخ فرج العمران في الأزهار الأرجية (13/342) في سنة 1389هـ في ترجمة الشيخ محمد علي الجشي بقوله (وكان يستأجر القراءة عاشوراء أكبر خطيب يراه مناسبًا لمأتمهم ، وكان من الخطباء الذين استجاره لهم الخطيب السيد محمد المعلم ابن السيد عبدالله العوامي المتوفى في 9/5/1360ه).

(6) المصدر: صحيفة صبرة الإلكترونية: مقال السيد جعفر الماجد – مؤسس نواة جميعة القطيف -للشاعر الكبير السيد عدنان السيد محمد العوامي بتاريخ 22 أغسطس 2020م.

(7) أخبرني بذلك الحاج علي إبراهيم مكي المخرق (أبومحمد) وأستاذنا المؤرخ الكبير عبد الرسول علي الغرياني.

(8) وهو من المؤمنين الأخيار وكان دمث الأخلاق محبًا للآخرين طيب المعشر، وكان يتعامل مع الأخرين سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا بأسلوب راقي ولسان عذب، لذلك أحبه الجميع، وخصوصًا أهالي بلدته الدبابية الذين أخبوه بصدق لما رأوه فيه هذه الصفات الحميدة، وقد أنتقل إلى رحمه الله تعالى بتاريخ 2/10/1443هـ.

(9) أخبرني بذلك الوالد الحاج سعيد صالح علي المسلم (أبو عادل) حفظه الله ورعاه.

(10) وهو من المؤمنين الأتقياء الأخيار ومن الشخصيات المعروفة في بلدة الدبابية، وله مساهمات كثيرة وهو أحد المؤسسين صندوق الخيري بالدبابية، وأيضا من ضمن المؤسسين مشروع خزان الماء بالدبابية وغيرها من المساهمات الفعالة في الدبابية.

(11) هو أحد أعلام القطيف ويتمتع بحسن الخلق وطلاقة اللسان والوجه الباسم، وله مشاركات فعالة في مجالات شتى. وقد ترجم له الكاتب الأستاذ سعيد أحمد الناجي في كتابه معجم أعلام القطيف صفحة (243) فراجع.

[شكر وتقدير للإخوة الأعزاء الذين حاورناهم وأخرجوا لنا ما وعته ذاكرتهم وقدموا لنا بعض الصور والمعلومات ونخص بالذكر: -الوالد الحاج سعيد صالح علي المسلم (أبو عادل) حفظه الله ورعاه، وأستاذنا المؤرخ عبد الرسول علي الغريافي والأخ الحاج إبراهيم سعيد الماحوزي (أبو جهاد) والسيد منير السيد طالب العوامي والأستاذ موسى عبد المحسن آل إسماعيل والحاج علي أحمد آل رقية وأخيه هاني ولا ننسى أخينا العزيز السيد مرتضى السيد صالح الذي كان له الدور الكبير في ذلك، حفظهم الله جميعًا].

* الأستاذ أحمد جواد السويكت أخصائي في مجال الذهب والمجوهرات وحاصل على شهادات في مجال الذهب والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة من الأكاديمية الدولية (GIA) وله مؤلفات في مجال تخصصه وله مقالات عديدة في القافلة والفيصل والاقتصاد وأهلا وسهلا.

 

8 تعليقات

  1. آه يامحلى خبز فرن السيد العوامي. عندما اعود من المدرسة المتوسطة التي خلف بريد القطيف الآن والتي تحولت الى ادارة تعليم بعد ان كانت تسمى متوسطة معن بن زائدة. اءا مررت بالمخبز في طريقي للبيت وانا اعلم انه بعد دقيقتين مشي للبيت لتناول الغذاء أخير نفسي بين غذاء البيت او آكل قرص خبز فرن طازج برائحته الخلابة ،استري قرص وآكله وانا امشي للبيت فأصل وقد امتلئت فلا آكل الغذاء واكتفي بالخبز ورائحته الزكية. رحم الله تلك الأيام. ورحم الله السادة الأكارم السيد طالب وأباه.

  2. د. جعفر القلاف (المسحر)، الكويكب

    مقال جميل وغني بالمعلومات وأعاد لنا عبق الماضي فجعله حاضرا. طاب عطاؤك وزادك الله علما وفضلا.

  3. مخبز عبد المحسن نفسه وريث مخبز العوامي معداته مثل وراثة مخبز العيد لمخبز عبد المحسن اسماعيل حتى ان ورق كيك اسماعيل مكتوب عليه مخبز العوامي أيضا وتعاون سيد طالب العوامي مع عبدالمحسن اسماعيل في بعض النواحي كان التنور خبز تقليدي الكماج مخبز بطريقة حديثة وكان دور للحجاج والمعتمرين في نقل تقنية صناعة الخبز قديما بحكم ان القطيف ممر الحجاج اسيا قديما حسب كلام منقول من السيد طالب كانوا يعملون أثناء مروره في القطيف في عدة مهن ومنها الحلويات والمعجنات المختلفة وكان هناك ابن مرزوق الموسى أيضا يعمل في هذه المهنة قديما لكن اتذكر المخبز الذي يعمل فيه قديما وكان الكماج قريب من خبز اسيا الوسطى وايران وتركيا بحكم وجود الترك في القطيف لقرون وأيضا الطريقة الغربية المنقولة من الهند

  4. ابو عبدالله

    كان بالكويكب رجل كبير بالعمر وكان يخبز نوع من الخبز مثل الشريك حالي المذاق اعتقد من بيت الحوار اللي عنده نبذة عن مخبزه
    ياليت يتحفنا بها

  5. اللهم صل على محمد وآل محمد

  6. زكي معتوق يوسف ال شبر

    يعطيك العافية مقال. ائع

  7. منصور الصلبوخ

    وقفة تاريخية مع رغيف الحياة .. الرغيف الذي قد يختلف في نوعه وشكله ولونه ومذاقه من مكان إلى آخر. لكنه مرادف للحياة في كل حضارات العالم، أنعم الله عز وجل على الإنسان بهذا الرغيف ولولاه ما عُبِدَ الله ” الخبز الذي يحتل مكانة في وجداننا الشعبي .
    من المهن التي اشتغلها أهل القطيف صناعة الخبز العربي .. الخبز العربي الذي يخبز في التنور، وهناك علاقة عريقة تربط بين الخباز وقرص الخبز والتنور. الزميل الباحث الأستاذ أحمد بن جواد السويكت سلط الضوء على رغيف الخبز الذي نعرفه أيام زمان .. رغيف الخبز المصنوع من حبوب القمح الكاملة. لاحظتُ أخي أبا مصطفى وفرة التفاعل مع ملفاتكم المميزة والرائعة التي تجسد التراث والتاريخ والتقاليد الإجتماعية، ملفات موثقة بالصور والوثائق النادرة . تطرقت أيها الباحث في هذا الملف لأصحاب المخابز والأفران، وكشفت لنا جوانب من حياة آبائنا وأجدادنا أبناء الديرة الطيبين، أضم صوتي إلى أصوات المعجبين وأقول: إن جهودكم المميزة أيها الباحث السويكت، تستحق عليها الشكر والتقدير .. لقد طبعتَ ذاكرتنا مما كان يطبع المجتمع القطيفي قبل أكثر من ستين عامًا، كانت ذكريات لذيذة .. كم يبحث أحدنا، وكم يقضي أيامًا وأيامًا باحثًا عن تلك اللذة فلا يجدها.
    للخبز والخبازين في ديرتي الدبابية حكايات وذكريات تتصل بفترة طفولتي المبكرة .. ذكريات طفولة أعتبرها جزءًا لا يتجزأ من سنوات طفولتي، لقد نشأت في عائلة بسيطة، في كل يوم اصطحب والدتي أطال الله في عمرها إلى الخباز، الذي يعمل من الصباح الباكر، كنا صغارًا نشتاق للخبز الطازج الساخن من يد ولد الديرة لسد جوعنا، كان الخبز له نكهة مميزة وطعم لذيذ، يحمل رائحة الزمن الجميل، كان يحلو للبعض التمتع بشكله المقرمش لمجرد خروجه من التنور، اعتدنا على تناوله ساخنًا جدًا، كان طعم ذلك الخبز لذيذًا جدًا. في الصباح، نبدأ نهارنا بالإفطار، ونحن في حاجة إلى الخبز، هو الذي يملأ خزان الوقود الذي يعطينا الطاقة التي نحتاج إليها، والشيء الذي أذكره هو أن الخبز طعام ولد الأكابر والأصاغر، كان يصنع من حبوب القمح الكاملة الطبيعية، إنه حقًا رائع وجذاب كروعة ذلك الزمن الجميل، فهل ذقتم قرص خبز عربي زمن الأجداد؟ الخبز من أبسط الأطعمة لا ينازعه على مكانته شيء، تأتينا لحظات نشعر معها أننا نتوق لقرص خبز ساخن، وحتى كسرة الخبز اليابسة نجدها ألذ من الشهد .
    نعم نحن مفتونون بالخبز العربي الذي نستهلكه يوميًا، نشتريه اليوم من الخباز الأجنبي يخبزه بالطريقة نفسها. رغم أن هناك فرق كبير بين رغيف الأمس ورغيف الذي نعرفه اليوم ..
    باختصار شديد، رغيف الأمس ضاع في زحمة الحياة، أخذ الخبز العربي يفقد دوره لصالح خبز الفرن أو خبز الفرنجي المصنوع من القمح الرخيص والمضاف إليه المحسنات .. تلك المضافات الاصطناعية ذهبت بجودة الخبز العربي وقيمته الغذائية. اخدت المخابز الحديثة تنتشر شيئًا فشيئًا حتى كاد خبز التنور يفقد مكانته المميزة.
    وأخيرًا، شرفتني أيها الباحث الرائع أن منحتني فرصة لوضع أسمي في هذا الجهد البحثي المميز .. أقدر لكم كل جهودكم البحثية وفقكم الله وسدد خطاكم.

  8. صفوت أبو السعود

    الحق يقال شكراً للأخ الغالي أبا مصطفى أحمد السويكت – في حفظ تراث المنطقة الثقافي والادبي والحضاري مجهود اكثر من رائع يستحق الشكر عليه – بالنسبة لنا نحن خريجوا مدرسة القطيف الثانوية تربطنا علاقة وطيدة مع المرحوم الوالد السيد طالب العوامي كان لنا نعم الناصح والمربي والداعم حتى بعد تخرجنا من المدرسة الثانوية والانتهاء من المرحلة الجامعية كنا نواضب على زيارته بين الحين والاخر للسلام عليه والاستفاذة من تجاربه وخبرته – حتى بعد أن أصبحنا اباء استمرينا معاه حتى أغلق محله (البقالة) – رحم الله السيد طالب العوامي ورحم الله جميع المؤمنين والمؤمنات – شكرا جزيلاً للأخ الغالي أبا مصطفى على هذا المقال الرائع بصدق أعاد لنا ذكريات أجمل ايام الدراسة المرحلة الثانوية وذكرياتنا مع المرحوم السيد طالب العوامي – صفوت أبوالسعود – مدرس متقاعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *