يقول الشاعر المصري “أحمد بن علي بن أحمد شوقي”:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا … كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي … يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
المدرسةُ هي أولُ خطوات بناءِ العلم للأجيال، وهي المكانُ الذي يراكم فيه الناس ذكرياتهم مع طلبِ العلم، ويَنسجون فيها أحلامهم الكبيرة حول المستقبل، فالمدرسة أكثرُ من مجرّد مكان وبناء وسبورة وطاولة، بل هي كيانٌ قائمٌ بذاته يشكل المعنى ويرسخ القيم.
المدرسةِ تبقى كبيرة في نفوس الجميع على مر الزمن؛ لأنّ الذكريات التي يَبنيها الطالبُ في ذكرياته متعلقة معه وعالقة في ذهنه طول العمر ولا ينساها أبدًا ، وتظل حاضرة لا تشيخ تذكره بأيام طفولته الأولى قبل ان تقذف به الحياة الى صعوباتها.
في المدرسة يلتقي الطالب بزملائه وأبناء جيله ويكون أروع الصداقات وأكثرها براءة وليس غريبا ابدا ان صداقات المدرسة في المراحل الأولى تستمر الى آخر العمر لأنها صداقات مبنية على العفوية كما ان المدرسة لا تكتفي فقط بالتعليم والتدريس، بل انها مكان لصقل المواهب من خلال ممارسة العديد من الأنشطة مع الزملاء والأقران وفيها يتعلم الطلبة من بعضهم البعض حب الدراسة والطموح وقواعد الانضباط والالتزام لأنها تعودهم على النظام مثل الاستيقاظ مبكرا والوقوف في الطابور الصباحي الذي يحمل صبغة مميزة بالإضافة الى الانضباط في الحصص الدراسية وطاعة المعلمين.
تعتبر مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية الدراسية هي أهم المراحل التعليمية في حياة الانسان، حيث يتم توفير الأسس اللازمة لبناء شخصية الفرد وتطوير مهاراته العقلية والاجتماعية والعاطفية.
في مرحلة التعليم الابتدائي، يتم تعليم الطلاب الصغار القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم الاجتماعية والتعاونية من خلال اللعب والتفاعل مع الآخرين. كما تهدف هذه المرحلة إلى بناء قاعدة قوية للمعرفة والتعلم والتأقلم.
أما في مرحلة التعليم المتوسط، يتم تنمية مهارات الطالب العقلية والاجتماعية من خلال تعلم مواد أكثر تعقيداً مثل الرياضيات والعلوم واللغات. يتم زيادة التحدي والمسؤولية في هذه المرحلة لتهيئة الطلاب للانتقال إلى المرحلة الثانوية.
وفي مرحلة التعليم الثانوي، يتم تقديم مواد دراسية تخصصية تساعد الطلاب على اختيار مسار حياتهم الأكاديمي أو المهني. وتهدف هذه المرحلة إلى تعزيز مهارات الطلاب واكتساب معرفة عميقة في مجالات معينة تساعدهم على اتخاذ قرارات مستقبلية بنجاح.
بالنتيجة، تعتبر مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية الدراسية أساسية لتنمية شخصية الفرد واكتساب مهاراته الأساسية التي تؤهله لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.
كل منا بين الحين والآخر تعاوده ذكريات الماضي من بواكير حياته التي عاشها في وطنه ومدينته وحيه ومع جيرانه ومن أهم الذكريات الراسخة في عقل الإنسان ذكريات ايام الدراسة بمراحلها الثلاث التي كانت بمثابة المفاتيح لتحديد حياته المستقبلية ، هنا وعلى عجالة أحاول أن أسرد بعض ما أتذكره من مدرسين وزملاء في المدارس التي إلتحقت بها في المراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوية:
المرحلة الابتدائية (1962-1964م)
ففي بدئ التحاقي بالابتدائية درست في المدرسة الأولى الابتدائية (مدرسة البحر) وهي أول مدرسة ابتدائية اسست في القطيف (ولعلها نُقلت الى هذا المبنى من مبنى سابق) ، ومكانها الآن مقابل الدفاع المدني وهي حاليا مدرسة القطيف الثانوية.
وكان من المدرسين الذين اتذكرهم في هذه المدرسة أستاذ خليل لمادة الرسم واستاذ شاكر واستاذ حسين واستاذ فيصل وأخيه تيسير واستاذ شريف صبري الذي انتقل فيما بعد الى المدرسة الثانية الابتدائية واستاذ ناجي وجميعهم من فلسطين واستاذ عبد الله الرشيد وهو سعودي مدرس لمادة الدين.
المرحلة الابتدائية (1964-1968م)
ثم انتقلت الى المدرسة الثانية الابتدائية بالدبايبة بعد تأسيسها (وكانت تسمى المدرسة الجديدة) لقربها من مكان سكني ، وتسمى حاليا مدرسة زين العابدين الإبتدائية.
ففي هذه المدرسة كان من اسماء المدرسين الذين أتذكرهم هم احمد عوني مدرب الكشافة واستاذ جابر واستاذ حسن الصوص واستاذ أحمد الطهراوي للفصول الدنيا والاستاذ يوسف غريبه مدرس لمادة الدين واستاد يوسف البطنيجي مدرس لغة عربيه واستاد شريف صبري واستاذ سليمان ابو شريعة وهو مدرس فصول السادس لغة عربيه ، واستاد سعادة واستاد نايف وكلهم من فلسطين وعبد القادر حسيني لمادة الدين فصل سادس وموفق لمادة العلوم وهما من سوريا وكان من السعوديين استاذ خالد الرحيل الخالدي مدرس قرآن والمدير سعد الرحيل الخالدي مدير المدرسة. وفي الفصل الخامس ابتدائي كانت عندنا حصة تعليم اللغة الإنجليزية واسم المدرس موريس وهو مدرس لغة انجليزي في المدرسة المتوسطة الأولى منتدب ليدرس ثلاث حصص لغة إنجليزية في الأسبوع وهذه المادة إضافية وفي هذه الأيام تكون الحصص سبع بزيادة حصة واحدة عن المعتاد.
المرحلة المتوسطة (1968-1971م)
المدرسة الاولى المتوسطة الوحيدة آنذاك الكائنة في منطقة السطر ، حاليا تسمى مدرسة معن ابن زائدة وهي المدرسة المتوسطة الوحيدة آنذاك لمحافظة القطيف باستثناء تاروت وصفوى وسيهات.
ففي المتوسطة، أتذكر من المدرسين بدءًا بأستاذ شاكر لمادة الفيزياء واستاذ محمد فرحات للرياضيات ثالث متوسط واستاذ اسماعيل للرسم الهندسي ، استاذ باجس درويش الرمحي مدرس لغة عربية لأول متوسط واستاذ عبد الكريم لمادة التاريخ وهو من فلسطين.
ولمادة الرياضيات لأول وثاني متوسط استاذ فكرت عراقي واستاذ فتحي ثاني متوسط لغة عربية واستاذ يوسف محمد سعيد مدرس اللغة العربية لثالث متوسط وانتقل بعدها الى ثانوية القطيف مدرسا للغة العربية لأول ثانوي وهو من السودان. واستاذ عصام مصري للرياضة البدنية واستاذ ثابت لمادة التفسير وأستاذ أحمد الهويش لمادة التوحيد واستاذ سليمان لمادة الفقه. ولمادة اللغة الإنجليزية عبد العزيز جبوري من السودان لأول متوسط ، وموريس انجليزي ثاني متوسط وساتكليف ثالث متوسط لمادة الإنجليزي.
المرحلة الثانوية (1971-1974م)
وهي مدرسة واحدة آنذاك فقط مدرسة ثانوية القطيف لكل المحافظة باستثناء صفوى وسيهات وكانت في نفس مبنى المتوسطة الأولى ، درسنا فيها اول ثانوي ثم نقلت الى المبنى الجديد بالدبابية (الطف) ونحن اول دفعة ندرس في هذه المدرسة.
في المرحلة الثانوية، من الأساتذة الذين اتذكرهم حسام الهنيدي لمادة الكيمياء واستاذ شاكر لماده الفيزياء ومحمد خالد لمادة الأحياء واستاذ محمد المُسمى بالعِلم مدرس رياضيات اول ثانوي وعلي المغربي وهم جميعا من فلسطين ، ومحمد النشوي للرياضيات ثاني ثانوي واستاذ رشاد ثالث ثانوي واستاذ مصطفى لماده الميكانيكا ثالث ثانوي وهم من مصر. وشحذة المليحات لمادة الجغرافيا اول ثانوي وحمد الخالدي لمادة الجيولوجيا وفؤاد كتانة من العراق لمادة اللغة الإنجليزية وعثمان للغة العربية من السودان وعلي المغربي ومدرس الدين محمد ثابت ، ومدرس الرياضة البدنية عصام حته من مصر وأخيرًا مدير المدرسة صالح السحيباني واحمد بزرون مراقب.
وفي كل تلك المراحل الثلاثة الدراسية رافقنا العديد من الزملاء ، منهم من استمرت رفقتنا بهم من المراحل الاولى الابتدائية حتى الجامعة ومنهم من انقطع عن الدراسة والتحق بتخصصات دراسية اخرى ومنهم من توظف مبكرا.
وفي هذه العجالة وكما ذكرت صاحبت كثيرا من الطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسط والثانوية، فمنهم من تخرج معنا من الثانوية وتوجه الى جامعه الملك فهد للبترول والمعادن وهم:
(أنا) ميرزا مهدي العلوان . علي عبد المحسن الجشي. ميرزا عباس الشماسي. وديع احمد المصطفى. غازي ضيف الزاير. حسين احمد القطيفي. حسن عبد الكريم الفرج. حسين عبد الجليل القطري. عبد الرزاق عبد الله قاو. نادر محمد سعيد الخنيزي. إبراهيم علي بدر. حسين علي ضيف ال ياسين. حسن حبيب العبندي. محمد حسن الأبيض. حسن علي ال سعيد. علي خميس اليوسف. عبد العزيز سعيد الغريافي. علي معتوق الشيخ. حسين علي عويجان علي رسول السيف. عدنان طالب ال إسماعيل. علي محمد العبد المحسن.
ومنهم من توجه لدراسة الطب وهم: عبد الرزاق محمد السيف. علي احمد شروفنا. احمد الفرج. غالب عبد المحسن الفرج. سعود نصر الفرج. عادل سلمان الغانم ، وللصيدلة: عادل عبد الكريم مهنا ابو السعود. ومنهم من إختار تخصصات أخرى مثل: زكي حسن المصطفى وعادل اسماعيل السماعيل. محسن عبد الله هجلس. أحمد حسن جواد و علي رمضان. سعود الهنيدي. منصور علي المهر. علي الصفار. فوزي عقيل الحداد. احمد ربيع. مكي الزاكي. ياسر الحرازين. وزميله علاء. وهنائي المصري.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة واعتذر ان نسيت بعض الاسماء من الاساتذة والطلاب لعل بعض الزملاء يصحح الخطأ ويتدارك المنسي. الإنسان بطبيعته يحن للماضي وكلما تقدم العمر به تسعفه الذاكرة أحيانا فيأنس ويؤنس من حوله بها ، لذا أتمنى من زملائي والقراء تدوين ذكرياتهم ففيها من الأنس كثير.
على غرار العنوان (في الذاكرة تبقى أسماء أولياء الأمور خالدة ) – خلال عملي في مجال التعليم لمدة 35 عاماً – التقيت بالكثير من أولياء الأمور وفي سنواتي الأخيرة في التعليم كان لي الشرف بالتعرف على شخصية راقية ومحبة وداعمة للتعليم شخصياً دعمني وشجعني من حيث لا يدري – أولاً من خلال أولاده المتميزين والمبدعين وثانياً من خلال الدعم المادي الذي استمر سنوات للمدرس على صعيد الأسر المحتاجة وصعيد دعم الطلبة الموهوبين ، عرفته شغوفاً بالتعليم محباً للقطيف وحريصاً على أن تحقق طلبتها أعلى الدرجات، أبا ميثم ستبقى خالداً في الذاكرة – صفوت أبو السعود معلم رياضيات متقاعد ، من مدرسة ابن كثير المتوسطة في القطيف