اكتشاف جديد يمكِّن من تشخيص مرض باركنسون (الشلل الرعاشي) بمسحة في 3 دقائق فقط – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

New Discovery Means Parkinson’s Could Be Diagnosed With a Swab in Just 3 Minutes
(David Nield – بقلم: ديفيد نيلد)

ملخص المقالة:

طور العلماء في جامعة مانشستر مؤخرا طريقة سريعة وموثوقة لتحديد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، ويمكن إجراء الاختبار في أقل من 3 دقائق بعد أخذ مسحة الجلد. ويتم تحليل المسحة لمعرفة التغييرات في المزيج الكيميائي للزهم، وهو زيت شمعي طبيعي ينتجه الجلد (مرتبط بنظام الغدد الصماء) وسبق ربطه بمرض باركنسون. ويعد مرض باركنسون حاليًا أسرع الأمراض العصبية نموًا ويتوقع ازدياد المصابين به في المستقبل. ويمكن أن يكون التشخيص المبكر مهمًا للغاية لإبطائه وعلاجه.

( المقالة )

عندما يتعلق الأمر بتطوير علاجات وشفاء نهائي للأمراض، فإن القدرة على تشخيص الحالة مبكرًا وبدقة تحدث فرقًا كبيرًا – وقد طور العلماء الآن طريقة سريعة وموثوقة لتحديد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.

ويمكن إجراء الاختبار في أقل من 3 دقائق بعد أخذ مسحة الجلد. ويتم تحليل المسحة لمعرفة التغييرات في المزيج الكيميائي للزهم، وهو زيت شمعي طبيعي ينتجه الجلد والذي سبق ربطه بمرض باركنسون.

المصدر: صورة تيك / مكتبة صور العلوم/ صور غيتي

وفي الوقت الحالي، لا يوجد اختبار قاطع لمرض باركنسون – يبحث المتخصصون في الأعراض والتاريخ الطبي ونتائج الفحص البدني المطول، وفي بعض الحالات، فحص الدماغ لتشخيص الحالة. ويقول طبيب الأعصاب البروفيسور مونتي سيلفرديل من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة: “هذا الاختبار لديه القدرة على تحسين تشخيص وإدارة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون”.

ويعتمد الاختبار الجديد على العمل الذي قام به الباحثون مع المرأة الاسكتلندية جوي ميلن، التي تعاني من فرط حاسة الشم1 (hyperosmia) وراثيًا – حساسية متزايدة للروائح. وبعد ملاحظة أن زوجها يكتسب رائحة مسكية (من المسك) أكثر منذ سنوات عديدة قبل تشخيصه رسميًا بمرض باركنسون، تم اكتشاف أن ميلن يمكن أن تشم علامات المرض على الناس.

وقاد ذلك الفريق إلى الزهم [زيت شمعي طبيعي ينتجه الجلد]، المرتبط بنظام الغدد الصماء، ويحافظ على ترطيب البشرة. وفي عام 2019، حدد بعض نفس الباحثين كيف تغير المزيج الكيميائي للزهم لدى الفرد بمجرد ظهور (اعراض) مرض باركنسون. والآن لدينا اختبار يعتمد على هذا التحول في المؤشرات الحيوية. وتُرسل المسحات المأخوذة في العيادة إلى المختبر، حيث تخضع لتحليل مطياف الكتلة لمعرفة تركيبتها الجزيئية. ولأغراض الدراسة الحالية، تمت مقارنة عينات من 79 شخصًا مصابًا بمرض باركنسون مقابل عينات من 71 شخصًا غير مصاب بالمرض.

جوي ميلن تساعد في البحث. (جامعة مانشستر)

ويقول الدكتور ديبانجان ساركار، الكيميائي الباحث المشارك من جامعة مانشستر: “عندما نقوم بذلك، نجد أكثر من 4000 مركب فريد، 500 منها تختلف بين الأشخاص المصابين بمرض باركنسون مقارنة بالمجموعة الضابطة”. وكون الاختبار غير جراحي وسريع للغاية من حيث الوصول الى نتائج، هو علامة إيجابية، على الرغم من أن العلماء لا يزالون بحاجة إلى إظهار أنه يمكنهم توسيع نطاق الإجراء وجعله يعمل خارج ظروف المختبر. وعلاوة على ذلك، يقول الباحثون إن الأمراض والظروف الأخرى يمكن تشخيصها من خلال تحليل الزهم – على الرغم من أنه ليس من الواضح بشكل كامل حتى الآن لماذا تسبب ظهور مرض باركنسون في حدوث هذه التغييرات في إنتاج السائل.

ويعد مرض باركنسون حاليًا أسرع الأمراض العصبية نموًا، ومن المقرر أن يستمر هذا النمو. وبينما يعمل العلماء بجد لإيجاد علاج، هناك طرق لإبطائه وعلاجه – وهنا يمكن أن يكون التشخيص المبكر مهمًا للغاية. وتقول البروفيسور بيرديتا باران الكيميائية من جامعة مانشستر: “نحن متحمسون للغاية لهذه النتائج التي تقربنا من إجراء اختبار تشخيصي لمرض باركنسون يمكن استخدامه في العيادة”.

وقد نُشرت نتائج هذا البحث العلمي في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية (Journal of the American Chemical Society).

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.sciencealert.com/new-discovery-means-parkinsons-could-be-diagnosed-with-a-swab-in-just-3-minutes

الهوامش:

  1. فرط حاسة الشم (hyperosmia) هو زيادة حدة حاسة الشم (زيادة حاسة الشم)، وعادة ما ينتج عن انخفاض عتبة الرائحة. ينشأ هذا الاضطراب الإدراكي عندما تكون هناك إشارة متزايدة بشكل غير طبيعي في أي نقطة بين المستقبلات الشمية والقشرة الشمية. قد تكون أسباب فرط حاسة الشم وراثية أو هرمونية أو بيئية أو نتيجة لمتلازمة انسحاب البنزوديازيبين (benzodiazepines withdrawal syndrome). المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/Hyperosmia
المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *